للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدة حسام الدين بن لاجين (١)، وإليها تنسب مدرسة ست الشام (٢) بدمشق.

وأما الملك العادل فإنه وصل إلى باب توما (٣)، ففتحه له الأمير الذى كان مستحفظا عليه باتفاق كان بينهما، ودخل العسكر من هذا الباب وباب شرقى (٤)، وبات الملك العادل في الدار الأسدية (٥).

ولما دخل الملك العزيز دمشق تلقّاه أخوه الملك الأفضل، فردّه الملك العزيز إلى القلعة، ثم خرج الملك العزيز في غد هذا اليوم إلى مخيّمه، وأقام به إلى أن انتقل الملك الأفضل من القلعة بأهله وأصحابه، وأخرج وزيره ضياء الدين بن الأثير مختفيا في صندوق من بعض صناديقه، خوفا عليه من القتل، وكان قد ترقبه أقوام ليقتلوه فلم يظفروا به.

[قال عماد الدين]

«وكنا نظن أن للملك الأفضل مالا مجموعا فلم يظهر شىء (٦) لسوء تدبير وزيره، فأقام الملك الأفضل بعد خروجه من القلعة نازلا بمسجد خاتون (٧)، ووزيره مختف عنده إلى أن هرب إلى الموصل».


(١) انظر الحاشية ٣ في الصفحة السابقة.
(٢) انظر الحاشية ٣ في الصفحة السابقة.
(٣) عرف به (ابن شداد: الأعلان الحطيرة - تاريخ مدينة دمشق -، ص ٣٥) قال: «باب توما. ينسب إلى عظيم من عظماء الروم اسمه توما، وكانت له على بابه كنيسة جعلت بعد مسجدا، وهو الآن مسدود».
(٤) عرف (ابن شداد: المرجع السابق) هذا الباب بقوله: «سمي بذلك لأنه شرقى البلد، وكان ثلاثة أبواب: باب كبير في الوسط، وبابان صغيران من جانبيه، سد منهما الكبير والباب الصغير الذى من قبليه، وبقى الباب الصغير الشامى».
(٥) كانت الدار الأسدية تجاه المدرسة العزيزية وهي التي أنشأها الملك العزيز بن صلاح الدين لصق الجامع الأموى بالقرب من تربة صلاح الدين. انظر: (النعيمي: المرجع السابق، ج ١، ص ١٥٣ و ٣٨٢).
(٦) (ك): «فلم يظفر بشىء».
(٧) أشار ابن شداد: الأعلاق الخطبرة، نشر سامى الدهان، ص ١٤٦ و ٢١٨) =

<<  <  ج: ص:  >  >>