للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خضر (١) ابن الملك الناصر، فإنه قاتل وثبت معه جماعة من عسكر الملك الظاهر - صاحب حلب -، فقاتل ظنا أن عسكر دمشق يقاتلون معه، (٢٠ ا) ولم يعلم حقيقة ما استقر في الباطن من المخامرة، فلما لم ير معه من يقاتل ولّى منهرما وقد جرح.

ووصل الملك العزيز من جهة الميدان الأخضر، ودخل من باب الفرج (٢) وقد فتح له، وبات عند عمته ست الشام (٣) بنت أيوب - المعروفة بالحسامية -


(١) هو الملك الظافر خضر، لقبه مظفر الدين، وكنيته أبو الدوام، وأبو العباس، قيل له «المشمر» لأن أباه لما قسم البلاد بين أولاده الكبار، قال: «وأنا مشمر» فغلب عليه هذا اللقب، ولد بالقاهرة في خامس شعبان سنة ٥٦٨ هـ‍، وهو شقيق الملك الأفضل، حج على تيماء سنة ٦١٠ فلما وصل إلى بدر وجد عسكر الملك الكامل محمد قد سبقه خوفا منه على اليمن، وأمروه بالرجوع، فقال: «قد بقى بينى وبين مكة مسافة يسيرة ووالله ما قصدى إلا الحج، فقيدونى حتى أقضى مناسكى وأعود، فلم يلتفتوا إليه، فأراد أن يقاتلهم فلم يكن له بهم طافة، فعاد بلا حج، وتوفى في جمادى الأولى - أو الآخره - سنة ٦٢٧ هـ‍ بحران عند ابن عمه الملك الأشرف موسى، ولم يكن وقئذاك ملكها، وإنما كان مجتازا لها عند دخوله بلاد الروم، انظر: (ابن خلكان: الوفيات، ج ٦، ص ٢٠٤ - ٢٠٦) و (الحنبلى: شفاء القلوب، ص ١٧٣) و (النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس، ج ٢، ص ١٨٧).
(٢) قال (ابن شداد: الأعلاق الحطيرة - تاريخ مدينة دمشق -، ص ٣٦) عند وصفه لهذا الباب: «محدث، أحدثه الملك العادل نور الدين، وسماه بهذا الاسم تفاؤلا، لما وجد من التفريج بفتحه، وكان بقربه باب يسمي «باب السمارة» فتح عند عمارة القلعة ثم سد، وأثره في السور باق».
(٣) ست الشام بنت أيوب، أخت صلاح الدين، وشقيقة لملك المعظم توران شاه بن أيوب فاتح اليمن، تزوجت الأمير لاجين وأنجبت منه ابنها حسام الدين عمر بن لاجين، ثم تزوجت ثانية من ابن عمها الأمير ناصر محمد بن أسد الدين شيركوه صاحب حمص، وكانت من أكثر النساء صدقة وإحسانا إلى الفقراء، وتعمل في كل سنة في دارها بألوف من الذهب أشربة وأدوية وعقاقير فيفرق على الناس، توفيت في ٢٦ ذى القعدة سنة ٦١٦ هـ‍، وقال النعيمي في كتاب «الدارس في تاريخ المدارس»: «وقد صنف الشيخ تقى الدين بن قاضى شهبة في ست الشام كراسة، وهي عندى» وقد أنشأت ست الشام في دمشق مدرستين تعرفان باسم «المدرسة الشامية البرانية» و «المدرسة الشامية الجوانية» وتعرف أحيانا باسم «المدرسة الحسامية» نسبة إلى ابنها حسام الدين سالف الذكر فقد دفن بعد وفاته بها. انظر ترجمتها بالتفصيل في: (النعيمي: الدارس في المدارس، ج ١، س ٢٧٧ - ٣١٣) و (الوفيات لابن خلكان) و (شفاء القلوب للحنبلى) و (البداية والنهاية لابن كثير) و (شذرات الذهب لابن العماد) و (ابن شداد: الأعلاق الخطيرة - تاريخ دمشق -، ص ٢٣٣ و ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>