للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ذلك، فحلف، وسيّره السلطان رسولا إلى حلب، يدعوهم إلى اجتماع الكلمة في طاعة الملك الصالح، وفى إطلاق الأمير شمس الدين على بن الداية وأخوته من السجن، فسار إليهم جرديك إلى حلب، واستخلف بقلعة حماة أخاه (١)، ولما وصل جرديك إلى حلب قبض عليه سعد الدين كمشتكين، فلما علم أخوه بذلك سلّم القلعة إلى السلطان الملك الناصر - رحمه الله -

ذكر منازلة

السلطان الملك الناصر حلب ورحيله عنها

ثم مضى السلطان إلى حلب، وحاصرها لثلاث مضين (٢) من جمادى الآخرة، فقاتله أهلها أشد قتال، وركب الملك الصالح - وهو صبى عمره اثنتا (٣) عشرة سنة - وجمع أهل البلد، وقال لهم:

" قد عرفتم إحسان أبى إليكم، ومحبته لكم، وسيرته فيكم، وأنا يتيمكم (٤)، وقد خان (٥) هذا الظالم الجاحد إحسان والدى إليه، يأخذ بلادى، ولا يراقب الله [والخلق (٦)] ".

وقال من هذا الكلام كثيرا، وبكى وأبكى الناس، فبذلوا له الأموال والأنفس، واتفقوا على القتال دونه، والمنع عن بلاده، وجدّوا في القتال، فكانوا يخرجون يقاتلون عند جبل جوشن، (١٧٩) فلم يقدر السلطان على القرب من البلد.


(١) الضمير هنا يعود على «جرديك»، فالمقصود أخو جرديك.
(٢) س: «بقين»، وما هنا هو الصحيح، أنظر: (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٨).
(٣) الأصل: «اثنتى».
(٤) كذا في الأصل، وفى س (٦٤ ب): «بيكم»، وفى الروضتين: «ربيبكم».
(٥) في الأصل «جاء» وما هنا عن س والروضتين.
(٦) ما بين الحاصرتين عن ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>