للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر سيرته (١)

كان فاضلا أديبا شاعرا، وله ديوان شعر مشهور، ومن جملته بيتان في ذكر صوم رمضان قالهما على سبيل المداعبة (٢):

رمضان، بل مرضان، إلا أنهم ... أخطوا إذا في قولهم وأساؤا

مرّضان (٣) فيه تحالفا، فنهاره ... سل، ولكن ليله استسقاء (٤)

وفى ذلك اليوم الذى توفى فيه تاج الملوك نزل عماد الدين زنكى [من قلعة حلب] (٥) إلى خدمة السلطان وعزاه وسيّر معه في الميدان الأخضر، وتقررت بينهما القواعد، وأنزله عنده في الخيمة، وقدّم تقدمة سنية وخيلا، وخلع عليه وعلى جماعة من أصحابه [خلعة من ملابسه] (٦)، وسار عماد الدين من يومه إلى سنجار.

وأقام السلطان بالمخيم بعد مسير عماد الدين، غير مكترث بأمر حلب، ولا مستعظم لشأنها إلى يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر، ثم صعد القلعة في ذلك اليوم، وعمل له حسام الدين طمان دعوة، وكان تخلف لأخذ ما لعماد الدين من قماش وغيره.


(١) هذا العنوان غير موجود في س، وإنما مكانه: " قال صاحب الكتاب ".
(٢) الأصل: " الملاعبة " وما هنا عن س.
(٣) الأصل: " مضان " والتصحيح عن (شفاء القلوب، ص ١٤ ب).
(٤) نص البيت في (شفاء القلوب): مرضان فيه تحالفا، فنهاره عطش، وسائر ليله استسقاء
(٥) عن س.
(٦) عن س (١٤٤ أ)، وانظر بيان هذه الخلعة والتقدمة التي قدمها صلاح الدين لعماد الدين في: (الروضتين، ج ٢، ص ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>