للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنأ الشعراء السلطان الملك الناصر صلاح الدين بملك حلب، وممن امتدحه وهنأه بذلك القاضى محى الدين بن زكى الدين بأبيات منها:

وفتحكم حلبا بالسيف في صفر ... مبشرا بفتوح القدس في رجب

فكان ذلك فألا عجبا، فإن القدس فتحت في رجب؛ ولكن في غير هذه السنة [٢٤٩] على ما سيأتى إن شاء الله تعالى.

ومدحه القاضى السعيد بن سناء الملك بقصيدة أولها:

بدولة الترك عزّت ملّة (١) العرب، ... وبابن أيوب ذلّت شيعة الصلب

وفى زمان ابن أيوب غدت حلب ... من أرض مصر، وعادت مصر من حلب

ولابن أيوب دانت كلّ مملكة ... بالصّفح، والصّلح؛ أو بالحرب والحرب

مظفّر النصر، مبعوث بهمّته ... إلى العزائم، مدلول على الغلب

والدهر بالقدر المحتوم يخدمه، ... والأرض بالخلق، والأفلاك بالشّهب

وتجتلى الخلق من راياته همما ... مبيضة النصر من مصفرّة العذب

ومنها:

أتى إليها يقود الجيش ملتطما، ... فالبيض كالموج، والبيضات كالحبب

تبدو الفوارس منها في سوابغها ... بين النقيضين من ماء ومن لهب

مستسلمين، ولولا أنهم حفظوا ... عوايد الحرب لاستغنوا عن السلب

(٢) جمالهم من مغازيهم إذا فعلوا (٢) ... حمّالة السّبى لا حمّالة الحطب


(١) في (الروضتين، ج ٢، ص ٤٣): " دولة العرب "، وهذا هو البيت الوحيد الذى أورده صاحب الروضتين من القصيدة، ثم أورد أبياتا أخرى غير التي اقتبسها هنا صاحب مفرج الكروب.
(٢) س (١٤٤ ب): " حمالهم من سعارهم اذا حعلوا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>