للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسرن إلى الشام في البحر متجهزات، وكانت منهن ملكة استتبعت خمسمائة مقاتل: [فارس وراجل] (١) ورامح ونابل، والتزمت مؤنتهن، فصودف مركبها بقرب الاسكندرية، وأخذت برجالها، وأراح الله من شر احتفالها.

ومنهن ملكة وصلت مع ذلك الجمع، ذوات المقانع من الفرنج مقنعات دارعات (٢)، يحملن إلى الطعان الطوارق والقنطاريات (٣)، وقد وجدت في الوقعات [٣٦٥] التي جرت عدة منهن في القتلى، فما عرفن حتى سلبن.

وأن البابا الذى لهم برومية قد حرّم عليهم مطاعمهم ومشاربهم وقال: " من لا يتوجه إلى القدس مستخلصا فهو عندى محروم لا منكح له ولا مطعم ".

فلأجل هذا يتهافتون على الورود، ويتهالكون على يومهم الموعود، وقال لهم:

" إنى واصل في الربيع، جامع على الاستغفار شمل الجميع "، وإذا نهض هذا الملعون فلا يقعد عنه أحد، ويصل معه بأهله وولده كل من يقول لله أهل وولد.

فهذا شرح حال هؤلاء وتعصبهم في ضلالهم ولجاجتهم في غوايتهم، بخلاف أهل الإسلام فانهم يتضجرون ولا يصبرون، بل يتفللون ولا يجتمعون، ويتسللون ولا يرجعون، وإنما يقيمون ببذل نفقة، واذا حضروا حضروا بقلوب غير متفقة، ليعلم أن الإسلام من عند الله منصور، وأن الكفر بارادة الله محسور مدحور ".


(١) أضيف ما بين الحاصرتين عن النص عند العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٦٢)، والنص في س: " خمسمائة فارس ما بين مقاتل ورامح ونابل ".
(٢) يختلف نص العماد ونص س عما هنا قليلا، فهو عند العماد: «ومنهن ملكة وصلت مع ملك الألمان وذوات المقانع من الفرنج مقنعات مقارعات»، وفى س: " ومنهن ملكلة وصلت مع ذلك إلى عسكر الفرنج في ذوات المقانع مقنعات دارعات ".
(٣) لشرح هذا المصطلح راجع: (مفرج الكروب، ج ١، ص ١٨٣، هامش ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>