فأشار الملك الظاهر بيده إلى السيف وقال في الحال: «إن نظمت يا حلّى، فأنا أنثر».
وحكى أن الحلّى رأى على الملك الظاهر ليلة فروة أعجبته، فقال لبعض الحاضرين: «ما تقولون فيمن يأخذها منه؟».
ثم أصبح ودخل عليه، وأنشده:
يا ملك الأرض الذى ذكره ... له مذاق في فمى يعذب (٦٧ ب)
ومن إذا كرّرت أوصافه ... صحّت لى السّكرة والمطرب
لله هذا السؤدد المعتلى ... والحسب الوضّاح والمنصب
والخلق العذب الشهىّ الذى ... يكاد من رقّته يشرب
فداك أملاك مواعيدهم ... بوارق أصدقها خلّب
إن وعدوا مانوا، أو استؤمنوا ... خانوا، وإن هم سئلوا قطّبوا
فدونهم في بخلهم ما در ... ودون من يرجوهم أشعب
رأيت في بارحتى بعد ما ... مضيت والصهباء بى تلعب
والليل قد أبهج جلبابه ... والشّهب قد غصّ بها المغرب
والنوم مستول على مقلة ... مرآك من تهويمها أطيب
أنّك قد ألبستنى فروة ... ذات غشاء ردنه مذهب
فقمت في وقتى فصادفتها ... مشرّفا منى بها المنكب
فقلت: سبحان الذى خصّه ... بمكرمات أصلها منجب
حتى إلى النوّام يسرى الندى ... منه تعالى جدّه الأغلب
فهذه الرّويا وتأويلها ... له بيان عنك ما يحجب