للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قصد تفليس ونزل بالقرب منها، ثم سار في بعض الأيام بطائفة من العسكر لينظر إليها، ويبصر مواضع النزول عليها، وكيف يقاتلها (١). فلما قاربها كمن أكثر العسكر الذين معه في عدة مواضع، ثم تقدم إليها في نحو ثلاثة آلاف فارس، فلما رآه من بها من الكرج، طمعوا فيه لقلة من معه، ولم يعلموا أنه في ذلك الجمع، فخرجوا من المدينة إليه وقاتلوه، فتأخر عنهم فقوى طمعهم فيه وظنوه منهزما فتبعوه. فلما توسطوا الكمين (٢) خرجوا (٣) عليهم وبذلوا فيهم السيف، فقتل أكثرهم، وانهزم الباقون إلى المدينة فدخلوها، وتبعهم المسلمون. فلما وصلوا إليها نادى المسلمون من أهل البلد بشعار الإسلام وشعار جلال الدين، فأبقى الكرج بأيديهم واستسلموا.

ودخل المسلمون مدينة تفليس [قهراو (٤)] عنوة في ثامن شهر ربيع الأول من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وعشرين وستمائة - بغير أمان. وقتل كل من فيها من الكرج، ولم يبق على كبير منهم ولا صغير، إلا من أذعن بالاسلام وأقر بكلمة الشهادة فإنه [١٢٧ ب] أبقى عليهم وأمر بهم فختنوا. ونهب المسلمون الأموال، وسبوا النساء والذرية (٥)، ووصل إلى [بعض (٦)] المسلمين من أهلها بعض الأذى من قتل ونهب وغيره.


(١) في نسخة س «وكيف يكون قتاله لها» والصيغة المثبتة من م وهى الواردة في ابن الأثير (ج ١٢ ص ٤٥١) الذى ينقل عنه ابن واصل.
(٢) في نسخة س «الكمناء» وكلاهما صحيح.
(٣) في نسخة م «خرج» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، ج ١٢ ص ٤٥١.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ابن الأثير نفس المرجع والجزء والصفحة «عنوة وقهرا»
(٥) في نسخة م س «والأولاد».
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ابن الأثير، ج ١٢ ص ٤٥١ «ووصل إلى المسلمين الذين بها».

<<  <  ج: ص:  >  >>