للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا فتح الله [تعالى (١)] تفليس على المسلمين [وأنا قدمت (٢)] فقوموا عند قبرى، وقولوا إن الله تعالى قد فتح تفليس على المسلمين». فلما فتحها جلال الدين، كان أحدهم يمضى إلى قبر والده ويقول عند قبره ذلك.

ولنذكر صورة فتحه لها، وذلك أنه لما غزا جلال الدين الكرج وعاد عنهم جمعوا بعد ذلك وحشدوا وجمعوا خلقا [كثيرا (٣)] من الأمم المجاورة لهم وهم اللان واللكز والقفجاق وغيرهم، واجتمعوا في أمم لا تحصى، فلقيهم السلطان جلال الدين وقد رتب لهم الكمناء (٤) في عدة مواضع، والتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، فولت الكرج لا يلوى أحد منهم على أحد، وأخذتهم سيوف المسلمين من كل جانب، فلم ينج منهم إلا الشاذ (٥) اليسير، فأمر جلال الدين أن لا يبقوا على أحد منهم، فتبعوا المنهزمين يقتلونهم. وأشار على جلال الدين أصحابه بقصد مدينة تفليس فإنها كرسى مملكتهم، فقال: «لا حاجة أن نقتل رجالنا تحت الأسوار، وإنما إذا فنيت الكرج أخذنا بلادهم صفوا عفوا». فلم يزل [جلال الدين (٦)] يتبعهم ويستقضى في طلبهم، حتى كاد يأتى عليهم [أجمعين (٧)].


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) هذا اللفظ غير واضح في هامش ورقة ١٢٧ افى نسخة م ومذكور في نسخة س، وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٠) ورد اللفظ «الكمين».
(٥) كذا في نسخة م وفى ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة، بينما ورد في نسخة س «الشارد».
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>