للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجم وملك الدكز - وهو أحد مماليكهم - عراق العجم وأذربيجان وأران، وأطاعه صاحب فارس وصاحب خوزستان، وشاهر من (١) صاحب خلاط، حشد للكرج (٢) وجمع، وكان قصاراه أن يتخلص منهم (٣). ثم ملك بعده ابنه البهلوان محمد، ثم ابن البهلوان مظفر الدين أزبك وكانت البلاد عامرة في يد أولئك كلهم.

ثم جاءت التتر - كما ذكرنا - وخربوا البلاد، وزادها الكرج خرابا وضعفا، فقدر الله سبحانه [وتعالى (٤)] للسلطان جلال الدين بن خوارزم شاه - بعد أن هرب إلى الهند من التتر وكاد يتلاشى أمره - أن قدم من الهند وقوى وكسر الكرج الكسرة العظيمة التي ذكرناها (٥)، واستنقذ منهم مدينة تفليس، فعظم هذا الفتح عند المسلمين جدا، وفرحوا به. وكان الكرج لما ملكوا تفليس أبقوا من فيها من المسلمين (٦)، وأذنوا لهم في إقامة شعائر الإسلام، فكانت الجمع تقام فيها ويعلن بالآذان، ومع هذا فكان من فيها من المسلمين يتمنون أن يستنقذها الله تعالى من الكفار.

ولقد حكى لى ظهير الدين التفليسى - رحمه الله - وكان حضر فتح جلال الدين لها، قال: «كان [١٢٧ ا] الرجل من أهل تفليس يقول لأولاده،


(١) كذا في المتن، ومن الواضح أنه يقصد «شاه أرمن» وهو لقب حكام خلاط، انظر: زامباور: (معجم الأنساب، ج ٢ ص ٣٤٨).
(٢) في نسخة م «الكرج» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) في نسخة م «أن يخلص منهم» والصيغة المثبتة من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٣. ووردت هذه الجملة في نسخة س كما يلى: «وكان قصده أن يخلص منهم تفليس فلم يقدر على ذلك».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) انظر ما سبق ص ١٤٣ وما بعدها.
(٦) في نسخة س «أبقوا فيها من المسلمين جماعة كبيرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>