وكان قصد عز الدين الملك لنفسه، وإنما جعل الملك الأفضل ذريعة لتحصيل غرضه، وكاتب عزّ الدين الأمراء الحلبيون الذين كانوا يؤثرون الملك الأفضل، فجمع وحشد، وقصد البلاد في شهر ربيع الأول من هذه السنة، فنازل رعبان وفتحها. . .
فسيّر الأتابك القاضى زين الدين بن الأستاذ إلى الملك العادل يستصرخه على عز الدين والملك الأفضل.
فكتب الملك العادل إلى ولده الملك الأشرف (١) يأمره أن يرحل إلى حلب بالعساكر، وسيّر إليه خزانة، وجعل الملك المجاهد أسد الدين - صاحب حمص - في مقابلة الفرنج.
فسار الملك الأشرف (١) حتى نزل حلب، وخيّم بالميدان الأخضر، وخرج الأمراء إلى خدمته، واستحلفهم، وخلع عليهم، ووصل إليه الأمير مانع بن حديثه - أمير العرب - في جمع عظيم من العرب، وعاشت العرب في بلد حلب، والملك الأشرف يداريهم لحاجته إليهم.
وسار علم الدين قيصر الظاهرى (٧٤ أ) إلى السلطان عز الدين من دربساك وجاهر بالعصيان، ونزل إليه أيضا ألطنبغا من بهسنا، وكان قد عصى بها.
وتسلم عزّ الدين المرزبان، ثم نازل تل باشر ففتحها، ولم يسلمها إلى الملك الأفضل، فعلم حينئذ الأفضل فساد نيته.
ثم سار عز الدين إلى منبج، فسلّمها أهلها إليه، وشرع في ترميم سورها وإصلاحه.