للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرقة الصلاحية بالعكس من ذلك، لما كانوا قدموه من الإساءة إليه، وممالأة الملك العزيز عليه (١)، فكانوا مستوحشين (٢) منه (٣).

فاجتمع فخر الدين جهاركس مقدّم الصلاحية، وسيف الدين ياركوج مقّدم الأسدية، ليتفقا على من يولى الملك.

فقال فخر الدين: «تولى ابن الملك العزيز».

فقال سيف الدين: «إنه طفل، وهذه البلاد ثغر الإسلام، ولا بد لها من قيّم يجمع العساكر ويقاتل بها، والرأى أنّا نجعل الملك في هذا الطفل، ونجعل معه بعض أولاد السلطان الملك الناصر يدبره إلى أن يكبر، فإن العساكر لا تنقاد (٤) إلا لأمير».

وكان الملك العزيز أوصى بالملك لولده، وأن يكون مدبرّه بهاء الدين قراقوش الأسدى.

فاتفق فخر الدين [جهاركس] وسيف الدين على هذا الرأى.

فقال فخر الدين: «فمن نولى؟»

فأشار سيف الدين بغير الملك الأفضل لئلا يتّهم.

فامتنع فخر الدين من ولايته.

فلم يزل يذكر من أولاد السلطان واحدا بعد واحد إلى أن ذكر الملك الأفضل.


(١) هذه الجملة ساقطة من (ك) و (س).
(٢) (ك): «متوحشين».
(٣) النص في (س): «فكانوا مستوحشين من الملك العزيز وخائفين من ابنه أن يتملك»
(٤) (ك): «فان العساكر بانتقاد الأمير».

<<  <  ج: ص:  >  >>