للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخرون: «لا تحفظ هذه الديار إلا بملك مرهوب مخوف، وإن فيها بقايا من جند المصريين الذين (١) انتزعت البلاد من أيديهم قهرا، ويقصدها أعداء الدين (١) من جهة البحر، فمتى لم يقم بأمرها ملك قاهر لا تحفظ».

وطال النزاع بينهم في ذلك، ففزعوا إلى رأى القاضى الفاضل، فقال لهم القاضى الفاضل: «إنى لا أشير عليكم بعزل أحد ولا ولاية أحد، لأن ذلك مما لا يوافق بعضكم فأستجلب عداوته، (٢) ولكن اجتمعوا بعضكم ببعض وامخضوا بينكم الرأى، فإذا رضيتم أمرا فاعرضوه علىّ، ففعلوا ما أشار به، وتحاولوا بينهم الآراء ثلاثة أيام (٢)، فاتفقت كلمتهم على مكاتبة الملك الأفضل على أن يقدم البلاد، ويكون أتابكا للملك المنصور سبع سنين، فإذا انتهى هذا الأجل سلّم الأمر إليه والتدبير، ويشترط على الملك الأفضل أن لا يرفع فوق رأسه سنجق، ولا يذكر إسمه في خطبة ولا سكّة.

ولما اتفقوا على ذلك عرضوه على القاضى الفاضل.

فقال: «قد أصبتم الرأى، واخترتم الذى اختاره السلطان الملك الناصر - رحمه الله - لكم، وهو ألين عريكة، وأسهل تناولا من غيره».

فأرسلوا القصاد إلى الملك الأفضل يستدعونه، فلما وصلته القصّاد توجه إليهم مجدا.


(١) هذه الجملة ساقطة من (ك).
(٢) هذه الفقرة ساقطة من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>