للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمير عز الدين إبراهيم بن شمس الدين بن المقدّم - صاحب بعرين (١) وأفامية وكفر طاب - كان الشرط أنهما يكونان (١٤ ا) مضمومين إلى الملك الظاهر، فاتفقا أنهما نفرا من ذلك في هذا الوقت، وراسلا الملك العادل معتصمين به ولائذين بجنابه، فقبلهما وضمهما إليه، وكان شرط الملك الظاهر ردّ الخارجين إليه.

وكان أيضا الأمير بدر الدين دلدرم بن بهاء الدين ياروق - صاحب تل باشر - قد حبسه الملك الظاهر في السنة الماضية ليسلّم إليه تل باشر، وحبس معه جماعة من بنى عمه، وكان الملك العادل - قبل مجىء الملك الأفضل إليه - قد توجّه إلى حلب وصعد إلى قلعتها، وشفع إلى ابن أخيه الملك الظاهر في المذكورين، وضمن للملك الظاهر عنهم ما يطلبه منهم، فقبل الملك الظاهر شفاعة عمه وأمر بإطلاقهم له، وقدموا مع الملك العادل إلى دمشق، فأحسن إليهم واستخدمهم، فبعث الملك الظاهر إلى الملك العادل يطلب منه أن يقوم له بما ضمنه عنهم، فلم تقع الإجابة إلى ذلك، فحصل عنده استيحاش من هذه الأمور.

وكان السبب في ميل الملك المنصور إلى عمه الملك العادل وخروجه عن الملك الظاهر، أن الملك الظاهر كان قد اتفق معه أنه يضيف إليه جبلة واللاذقية، وبكسرائيل (٢) وصهيون، وحلف له الملك الظاهر أنه يستخلص له ما ليس في يده منها، وإن احتاج إلى محاصرة حاصر، وكان هذا الاتفاق في السنة الماضية، وحلف الملك المنصور أنه يكون تبعا له ومؤازرا.

ولما كانت هذه السنة، ووقع من الاضطراب ما ذكرناه، خاف الملك


(١) (ك): «باربن» واللفظان صحيحان.
(٢) الأصل: «ببسرائيل»، والصحيح ما أثبتناه، راجع: (مفرج الكروب، نشرتنا هذه، الجزء الثانى، ص ٢٥٩) حيث قال ابن واصل: «وفى الجبل على سمت طريق حماة حصن حصين يعرف ببكسرائيل»

<<  <  ج: ص:  >  >>