للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزيره عليه بأن يخلى القدس ويسلمه إلى أخيه الملك العزيز، وقال: «هو يحتاج إلى أموال ورجال ونواب وكلفة عظيمة، فأعطه لأخيك، واستجلب بذلك مودته».

فكاتب الملك الأفضل أخاه الملك العزيز في ذلك، وفوّض إليه القدس وعمله، فسرّ الملك العزيز بذلك وقبله، وشكر الملك الأفضل، فلما بلغ النواب بالقدس ذلك، خافوا من محاسبة الملك العزيز لهم، لأنهم كانوا قد مدوا أيديهم في الوقوف، ومن جملتها ثلث نابلس وعملها، فإن السلطان الملك الناصر - رحمه الله - كان قد وقف ذلك على عمارة القدس ومصالحه، فخان الولاة في ذلك، فلما سمعوا عزم الملك الأفضل على تسليم القدس إلى الملك العزيز، كتبوا إلى الملك الأفضل يبذلون له القيام بالقدس ورجاله من وقفه فقط، ولا يحوجونه إلى بذل شىء آخر من ماله، فأجابهم إلى إبقائه في أيديهم (٥ ا) وبدا له [الرجوع] (١) عما كان قد كاتب به أخاه، فتغيّر الملك العزيز لذلك وتكدّر باطنه.

ولما تقدم عند الملك العزيز ميمون القصرىّ وسنقر الكبير أقرّهما على عملهما بالشام وزادهما نابلس، وذلك كله من أعمال الملك الأفضل، فاستوحش لذلك الملك الأفضل وتغيّر قلبه، وتأكدت الوحشة بين الأخوين، واستمر الحال على ذلك إلى آخر هذه السنة - أعنى سنة تسع وثمانين وخمسمائة -.


(١) أضفنا هذا الفظ ليستقيم به المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>