للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناصر إلى جانبه. ولما قربا من باب القلعة أهوى الملك الأشرف للترجل للملك الناصر، فحلف عليه الملك الناصر أن لا يفعل، ثم أهوى الملك الناصر للترجل للملك الأشرف فحلف عليه الملك الأشرف أن لا يفعل. ودخلا القلعة راكبين، وذلك في العشر الأخير (١) من شهر رمضان من هذه السنة - أعنى سنة خمس وعشرين وستمائة.

وفرح الملك الناصر به غاية الفرح، وطاب قلبه، وأقام الملك الأشرف مدة يتنزه في بساتينها، هو والملك الناصر؛ وكان الوقت صيفا، وبساتينها في غاية النضارة والحسن وكثرة الفواكه. وفى قلب الملك الأشرف من محبة دمشق، والميل إلى تملكها ما فيه، فهو يعمل على ذلك باطنا، وقام الملك الناصر بجميع وظائفه. ثم قدم إلى دمشق الملك المجاهد أسد الدين [شيركوه بن محمد (٢)] صاحب حمص فإنه كان - كما ذكرنا (٣) - من المنتمين إلى الملك الأشرف، ونزل بداره داخل البلد.

ثم سير الملك الأشرف رسولا إلى أخيه السلطان الملك الكامل الأمير سيف الدين [على] (٤) بن قلج - وهو من أكبر أمراء الحلبيين - يشفع في الملك الناصر، ويطلب منه إبقاء دمشق عليه، ويقول: «إننا كلنا في طاعتك، ولم نخرج عن


(١) في المخطوطة «الآخر» ولصيغة المثبتة من أبى الفدا (المختصر، ج ٣ ص ١٤٠)؛ وفى السلوك المقريزى (ج ١ ص ٢٢٦) وردت الصيغة «في أخريات شهر رمضان».
(٢) ما بين الحاصرتين من المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٢٧)، أنظر أيضا، أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٤٠).
(٣) انظر ما سبق ص ١٧٦.
(٤) ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، نفس الجزء والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>