فرسانه وحماته ورماته والنقابون فدخلوا تحت الحصن، فلما تمكن النقب منه انهال؟؟؟ من غير وقودنا، ودخل المسلمون فانتهبوا يوم الخميس.
وأصبحوا يوم الجمعة فشرعوا في نقب القلعة، فلما كان وقت الصلاة جاء الخبر أن الكفّار قد توجهوا إلينا، فارتحل صلاح الدين على صفوفه، فلقيهم، ثم لم يزالوا يتقدمون حتى صار المسلمون محيطين بهم، وصار قالب المسلمين خلفهم، فتراموا ساعة، وبات كل فريق على مصافهم.
ثم أصبحوا، فسار الكفّار يقصدون طبرية، والمسلمون حولهم يلحون عليهم بالرمى، فاقتلع المسلمون منهم فوارس، وقتلوا خيّالة ورجّالة، فانحاز المشركون إلى تلّ حطين، فنزلوا عنده، ونصبوا الخيام، وأقام الناس حولهم إلى أن انتصف النهار، وهبت الرياح، فهجم المسلمون عليهم، فانهزموا لا يلوون على شيء، ولم يفلت منهم إلا نحو من مائتين، وكانوا كما قيل اثنين وثلاثين ألفا، وقيل ثلاثة وعشرين ألفا، لم يتركوا في بلادهم من يقدر على القتال إلا قليلا.
وكان الذى أسر الملك هو درباس الكردى، وغلام الأمير إبراهيم المهرانى أسر الإبرنس، وقتل صلاح الدين الإبرنس بيده لأنه كان قد غدر وأخذ قافلة من طريق مصر.
ثم عاد صلاح الدين إلى طبرية، فأخذ قلعتها بالأمان، ثم ضرب أعناق الأسارى الذين كانوا في العسكر، وأرسل إلى دمشق فضربت أعناق الذين بها منهم».