للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين عندهم [وكانوا ألف أسير فأطلقوا] (١)، وكانت مدة الصلح ثمانية أشهر، أولها [أول] تشرين الأول، وآخرها آخر أيار، وودع السلطان عماد الدين - صاحب سنجار - والعساكر [٣٢٥] الشرقية.

ثم سار السلطان إلى حلب، وقد خرج كل من بها لتلقيه، مستبشرين بإقباله ونصره، وصعد إلى قلعتها، وأقام بها أياما، ووجد ولده الملك الظاهر قد سار في أهلها أحسن سيرة [ففرح بذلك] (١)

ثم سار السلطان إلى معرة النعمان، وقصد زيارة الشيخ الزاهد أبى زكريا المغربى، بدير النقيرة، وزار قبر عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه -

ثم سار إلى حماة، فصعد مع صاحبها ابن أخيه الملك المظفر إلى قلعتها، ومع السلطان أمير المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - وهو السيد الشريف عز الدين أبو فليتة القاسم بن مهنا؛ وكان مصاحبا للسلطان في جميع فتوحاته، وكان السلطان لا يفارقه، [وكان له فيه اعتقاد عظيم، لأجل جده وليمن طلعته] (٢)؛ ووجد السلطان ابن أخيه الملك المظفر قد عمّر قلعة حماة وحصّنها، وعمّر خنادقها، وكانت ذات تل مسطح، فأصبحت من القلاع العظام المشهورة، فسر السلطان لما رأى من حصانتها، وقام الملك المظفر بوظائف خدمة عمه.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
(٢) هذه الجملة واردة بهامش الأصل، ولا توجد في س.

<<  <  ج: ص:  >  >>