للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمنا، وبفقركم غنى، وبباطلكم حقا، ورزقكم سلطانا يقيل العثرة، ويقبل المعذرة، ولا يؤاخذ إلا من أصر، ولا ينتقم إلا ممن استمر. يأمركم بالعدل وهو يريده منكم، وينهاكم عن الجور وهو يكرهه لكم، يخاف الله تعالى، وهو يخوفكم مكره، ويرجو الله تعالى ويرغبكم في طاعته، فإن سلكتم مسالك خلفاء الله في أرضه وأمنائه على خلقه وإلا [هلكتم (١)] والسلام».

ولما توفى وجد في داره ألوف رقاع كلها مختومه لم يفتحها، وقال: «لا حاجة لنا فيها، كلها سعايات». ومن مآثره الحسنة الجليلة أنه أعاد من الأملاك المغصوبة في أيام أبيه وقبلها شيئا كثيرا. وأطلق المكوس في جميع البلاد، وأمر بالاقتصار على الخراج القديم في جميع البلاد، وأن يسقط جميع ما جدده أبوه، وكان كثيرا لا يحصى؛ فمن ذلك أن القرية المسماة بعقوبا كان يؤخذ منها كل سنة عشرة الآف دينار (٢)، فلما ولى أبوه الناصر الخلافة كان يؤخذ منها كل سنة ثمانون ألف دينار، فحضر أهلها واستغاثوا، وذكروا أن أملاكم قد أخذت لأنه لا يتحصل منها هذا المبلغ، فأمر [الأمام الظاهر بأمر الله (٣)] بأن يقتصر على الخراج الأول وهو عشرة آلاف دينار (٤)، وأطلق لهم سبعون ألف دينار، فاذا كان هذا القدر العظيم قد أطلق من قرية واحدة، فما الظن بباقى البلاد؟.


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل (ج ١٢، ص ٤٥٧) وغير مثبت في نسختى المخطوطة.
(٢) في نسخة س «درهم» وهو تحريف والصحيح الصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٤١.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) في نسخة س «درهم» انظر حاشية رقم ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>