للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما نزل عز الدين مسعود بن مودود بنصيبين ابتدأ به مرض الإسهال، (٦ ا) ثم سار عز الدين مسعود وأخوه عماد الدين زنكى في عساكرهما إلى تل موزن (١) من شبختان قاصدين الرّها. فأرسل الملك العادل إلى عز الدين يطلب الصلح، ويسأل أن تكون حرّان والرّها والرّقة وما معها بيده على سبيل الإقطاع من عز الدين، فلم تقع الإجابة إلى ذلك.

واشتدّ المرض بعز الدين - صاحب الموصل - وهو نازل تل موزن، وعجز عن الحركة، فحمل في محفّة، وعاد إلى الموصل في طائفة يسيرة من العسكر ومعه نائبه مجاهد الدين، وترك سائر العسكر مع أخيه عماد الدين زنكى لتقرير قواعد الصلح مع الملك العادل.

ثم رحل عماد الدين زنكى إلى سنجار، ورجع عسكر الموصل إلى الموصل.

وراسل صاحب ماردين الملك العادل في الصلح، وتضرّع إليه في أن يرضى عنه، ووقع هذا كله والملك الظافر خضر لم يقطع الفرات بعد، فكاتبه عمّه الملك العادل يأمره بمنارلة سروج وكانت بيد عماد الدين زنكى، وأمدّه الملك العادل بالملك المنصور - صاحب حماة -، والأمير عز الدين ابراهيم بن المقدّم، فنازلوا سروج في ثامن رجب من هذه السنة - أعنى سنة تسع وثمانين وخمسمائة -، وفتحوها من الغد.

وأما بكتمر (٢) - صاحب أخلاط - فإنه وثب عليه جماعة من الباطنية فقتلوه رابع عشر جمادى الأولى من السنة.


(١) الأصل: «تل مورن»، وك: «تل موزر» وقد ضبط الاسم بعد مراجعه: (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنه بلد قديم بين رأس عين وسروج.
(٢) هو سيف الدين بكتمر مملوك ظهير الدين إبراهيم، ولى الحكم في خلاط في ربيع الثانى سنة ٥٨١ هـ‍ إلى أن قتل في رابع عشر جمادى الأولى سنة ٥٨٩ هـ‍، فخلفه بدر الدين آقسنقر بن سكمان. انظر: (زامباور: المرجع السابق، ص ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>