للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه على الحركة، فليس فيهم إلا من يجيب، ولا يمكنه المخالفة خوفا أن يقصد ولايته، لا سيما إذا رأوا جده وخلوّ البلاد الجزرية من مانع وحام، فهم لا يشكّون أنه يملكها سريعا فيحملهم ذلك على موافقته، ومتى أراد الإنسان [أن] (١) يفعل فعلا لا يتطرق إليه الاحتمالات، بطلت أفعاله، وإنما إذا كانت المصلحة أكثر من المضرة أقدم، وإن كان بالعكس أحجم».

وظهرت إمارات الغيظ على مجاهد الدين فسكت، لكون مجد (٢) الدين هو الحاكم ورأيه المتبع.

وأقام عز الدين بالموصل يراسل المذكورين فلم ينتظم بينه وبين أحد منهم أمر غير أخيه عماد الدين - صاحب سنجار -، فإنهما اتفقا على قواعد استقرت بينهما.

فرحل عز الدين بعساكره إلى نصيبين، ووصل إليه أخوه عماد الدين زنكى، وبعثوا رسلهم إلى الملك العادل يقولون: «تخرج من البلاد وتعيدها إلينا».

فكتب الملك العادل إلى بنى أخيه: الملك العزيز، والملك الأفضل، والملك الظاهر، وإلى الملك المنصور - صاحب حماة -، والملك الأمجد - صاحب بعلبك -، وابن عمه الملك المجاهد - صاحب حمص - يستنجد بهم، فبادروا إلى إنجاده بالعساكر؛ ووصل إليه الملك المنصور - صاحب حماة -، وتوجّه إليه عسكر حمص ودمشق وبعلبك مع الملك الظافر خضر، ورحل الملك العادل إلى حرّان، فنزل ظاهرها.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة المرجع السابق.
(٢) الأصل: «مجاهد الدين» وهو خطأ، والتصحيح يقتضيه السياق، والنص عند ابن الأثير: «فسكت أخي، لأنه هو كان مخدوم الجميع على الحقيقة، والحاكم فيهم، واتبع المرحوم - يعنى صاحب الموصل - قول مجاهد الدين، وأقام بالموصل. . . الخ» انظر المرجع السابق، ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>