للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل من كان فيها من القفجاق. فلم يعلم القفجاق المنازلون لقبله بذلك، فأرسلوا طائفة منهم إلى القلعة التي لرشيد، فقتلهم رشيد. فلما بلغ ذلك القفجاق [١٠٦ ب] عادوا إلى الدربند، ولم يبق لهم في القلعة طمع.

وكان صاحب قبله لما حصروه أرسل يقول لهم: «إنى أرسل إلى ملك الكرج حتى يرسل إليكم الخلع والأموال، ونجتمع نحن وأنتم، ونملك البلاد». فكفوا عن نهب ولايته أياما، ثم مدوا أيديهم إلى النهب والفساد، ونهبوا بلاد قبله جميعها، وساروا إلى قريب كنجة من بلاد أرّان، وهى للمسلمين، فنزلوا هنالك. فأرسل إليهم الأمير بكنجة (١)، وهو مملوك مظفر الدين ازبك بن البهلوان صاحب أذربيجان وأرّان، عسكرا منعهم من الوصول إلى بلاده، وسير إليهم رسولا يقول لهم: «غدرتم بملك شروان وأخذتم قلعته، وغدرتم بصاحب قبله ونهبتم بلاده، فما يثق بكم أحد». فأجابوا: «إننا (٢) ما جئنا إلا قصدا لخدمة سلطانكم، فمنعنا شروان شاه (٣) عنكم، فلهذا أخذنا قلعته، ثم تركناها من غير خوف. وأما صاحب قبله، فهو عدوكم وعدونا، ولو أردنا أن نكون عند الكرج جعلنا طريقنا على دربند شروان، فانه أصعب وأشق وأبعد، وكنا جئنا إلى بلادهم على عادتنا، ونحن نوجه الرهائن إليكم».

فلما سمع صاحب كنجة هذا سار إليهم، فلما سمع القفجاق بمسيره إليهم، ركب إليه أميران منهم هما مقدماهم في نفر يسير، وجاؤا (٤) إليه ولقوه وخدموه


(١) ذكر ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٤٠٨) أن اسمه كوشخرة.
(٢) في نسخة م «بأننا» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٤٠٨).
(٣) في نسخة م «شروانشاه» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٤) وجاؤا. . . لسلطانكم، ساقط من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>