كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة تسع عشرة وستمائة - ذكر الحرب بين الترك القفجاق وبين الكرج - ج: 4 - ص: 110

شروان شاه رشيد وأعلمه أن الميت صديق له، وقد حمله معه، وقد طلب أهله أن يكونوا عنده [في خدمته. فأمر أن يدخلوا البلد وأنزلهم فيه، فكان أولئك الجماعة يسيرون مع ذلك المقدم ويركبون بركوبه ويصعدون معه إلى القلعة التي لرشيد ويقعدون عنده (١)] ويشربون عنده هم ونساؤهم. فأحب رشيد إمرأة ذلك الرجل الذى قيل [له (٢)] أنه ميت ولم يكن مات، وإنما فعلوا ذلك مكيدة حتى دخلوا البلد، والذى أظهروا موته معهم، ولا يعرفه رشيد، وهو من أكبر مقدمى القفجاق. فبقوا كذلك عدة (٣) أيام، وكل يوم تجئ جماعة من القفجاق متفرقين (٤). فاجتمع بالقلعة منهم جماعة وأرادوا قبض رشيد، وملك بلاده، ففطن (٥) لذلك فخرج من باب القلعة الذى هو باب السر وهرب إلى شروان، وملك القفجاق القلعة. وقالوا لأهل البلد «نحن لكم وبين أيديكم خير [لكم (٦)] من رشيد». وأعادوا باقى (٧) أصحابهم إليهم، وأخذوا السلاح الذى في القلعة جميعه، واستولوا على ما في القلعة من الأموال ورحلوا عن القلعة، وقصدوا قبله (٨)، أحد بلاد الكرج، وحصروها. ورجع رشيد إلى قلعته فملكها،

---

(١) اضيف ما بين الحاصرتين لتوضيح المعنى من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤٠٧.
(٢) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٣) كذا في الأصل وابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة، وفى نسخة س «عشرة».
(٤) في الأصل «متفرقون» والصيغة المثبتة من نسخة س وابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٥) في الأصل «وفطن» والصيغة المثبتة من س وابن الأثير نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٦) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٧) في الأصل «بعض» والصيغة المثبتة من س ومن ابن الأثير.
(٨) في الأصل «قيلة» وكتبها ناسخ نسخة م بهذا الشكل فيما يلى؛ والصيغة المثبتة من س ومن ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة، وذكر ياقوت (معجم البلدان) أن قبله مدينة قديمة قرب الدربند من أعمال أرمينية.