للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء إلى رشيد ملك الدربند وقال: «إننى كنت في خدمة السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه، وأنا مسلم (١) والدين يحملنى على نصحك، واعلم أن القفجاق [١٠٦ ا] [أعداوك (٢)] يريدون الغدر بك، فلا تمكنهم من المقام ببلادك، واعطنى عسكرا [من عندك (٣)] حتى أقاتلهم وأخرجهم من البلاد».

فسلم إليه طائفة من عسكره، وقواهم بالسلاح والعدة، وساروا مع ذلك المقدم فأوقعوا بطائفة من القفجاق، وقتلوا منهم جماعة، وسبوا، فلم يتحرك القفجاق لقتال بل قالوا: «نحن عبيد السلطان شروان شاه رشيد ومماليكه، ولولا ذلك لقاتلنا عسكره». فعاد ذلك المقدم ومن معه من عسكر رشيد إليه سالمين. ثم أن القفجاق فارقوا موضعهم، وساروا مسيرة ثلاثة أيام. فقال ذلك المقدم القفجاقى [لملك الدربند رشيد (٤)]: «أريد عسكرا أتبعهم». [فأمر له من العسكر بما أراد، فسار يقفو (٥)] أثرهم، فأوقع بهم وغنم منهم، وقصده جمع كثير من القفجاق من الرجال والنساء وهم يبكون، وقد جزوا شعورهم ومعهم تابوت وهم محيطون به يبكون حوله، وقالوا له «إن فلانا صديقك قد مات، وأوصى [أن نحمله (٦)] إليك لتدفنه في أي موضع شئت، ونكون نحن عندك». فحمله [القفجاقى (٧)] معه والذين يبكون عليه أيضا، وعاد إلى


(١) نهاية الجزء الساقط من نسخة س، انظر ما سبق ص ١٠٥ حاشية ٣.
(٢) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤٠٦ (حوادث ٦١٩).
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س، وفى ابن الأثير (نفس المرجع والجزء، ص ٤٠٧) «لرشيد».
(٥) كذا في الأصل وفى ابن الأثير، نفس المرجع والجزء، ص ٤٠٧، وفى نسخة س «فأجابه إلى ذلك وقال خذ من العسكر ما أردت فأخذ ما اختار منهم ثم سار يقفوا».
(٦) في الأصل «بحمله» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٠٧).
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>