للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبع وعشرين وستمائة (١) -[١٥٩ ا] فزحف يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى، ففتح له باب المدينة أمير من الأمراء كان موكلا به. فدخل جلال الدين البلد بعسكره، ووضع السيف في أهله، وفعل في ذلك فعل التتر؛ فقتل كل من وجد في البلد، وكانوا قد قلوا، فبعضهم كان فارق خوفا بعد الحصار الأول، وبعضهم مات في البلد جوعا (٢)، وبعضهم صعد إلى القلعة مع من صعد إليها من الأمراء والأجناد. وكانت الأقوات قد قلت بل عدمت بخلاط، حتى أكل أهلها البغال والحمير والكلاب والسنانير (٣). وكانوا يصطادون الفار ويأكلونه، وصبروا صبرا لم يصبرها محاصر (٤) خوفا من جلال الدين وما يعرفونه [منه من إقدامه على (٥)] سفك الدماء.

ولما فتحت سبى عسكره بها الحريم، وباعوا الأولاد كما يفعل بالكفرة، ونهبت الأموال، وجرى منه نظير ما جرى من التتر. فلا جرم أن الله سبحانه (٦) عاقبه ببغيه ولم يمهله، وقلع شأفته [بكسر السلطان الملك الأشرف له أولا،


(١) كذا في نسختى المخطوطة وكذلك في ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٤٨٨) وابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣ ص ٢٠٨) بينما ذكر النسوى (سيرة السلطان جلال الدين منكبرتى، ص ٣٢٠) أن استيلاء جلال الدين على مدينة خلاط كان «في أواخر سنة ست وعشرين وستمائة».
(٢) في نسخة س «خوفا»، والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٣) ذكر النسوى (سيرة السلطان جلال الدين، ص ٣٢٠) عند ذكر ملك السلطان خلاط «وتلفت الأنفس بالغلاء، واقتسمت بأيدى البوار، وأكلت بها الكلاب والسنانير، وذلت الدراهم والدنانير، فصارت خلاط كلا لمن يأخذها، ووبالا على من يملكها».
(٤) في نسخة س «وأضروا ضرارا لم يضره محاصر» وفى ابن الأثير (نفس المرجع والجزء والصفحة) «وصبروا صبرا لم يلحقهم فيه أحد» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد مكانها في نسخة م «من».
(٦) في نسخة س «تعالى» والصيغة المثبة من نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>