للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العزيز إلى كرسى ملكه، ووصل الملك العادل والملك الأفضل إلى بلبيس - كما ذكرنا - وحصراها، فلم يظن أحد إلا أن الأمر قد تم، وأن الملك العزيز قد تلاشى أمره بالكلية، فحينئذ أراد الملك العادل أن يقلّد المنة (١) العظمى للعزيز، بأن ردّ الملك العزيز إلى ملكه، وأبقى عليه بلاده بعد أن وقع الإشراف على أخذها، فحينئذ استدعى القاضى الفاضل - كما ذكرنا - وقرّر قواعد الصلح، وردّ الملك الأفضل إلى بلاده، (١) ووصل إلى مصر (٢)، وقرّر قواعد الملك العزيز ورتّب أموره، وتمكّن منه التمكن الكلى، فحينئذ طلب منه في الباطن أن تكون دمشق له، ويكون نائبا عنه بها، ويعطى الملك الأفضل موضعا صغيرا بعد إخراجه من دمشق، وتكون الخطبة والسكة للملك العزيز في الممالك الأيوبية (٣) كلها، ويكون هو السلطان الأعظم مكان أبيه، فأجابه الملك العزيز إلى ذلك، وتحالفا واتفقا عليه، لكن كان ذلك كله بينهما، ولم يظهر للناس سرّه إلا بعد وقوع ما وقع على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

فبرز الملك العادل إلى بركة الجب (٤) ونزل بها، وبرزت العساكر المصرية وفى الظاهر أنه يسير وحده بالعساكر لإصلاح أحوال الشام ويقيم الملك العزيز بمصر، ولما نزل الملك العادل (٥) بتلك المنزلة، خرج الملك العزيز بعزم تشييعه والمقام عنده في تلك المنزلة في ذلك الشهر إلى حين توديعه، وكان الخروج من القاهرة مستهل ربيع الأول من هذه السنة.

وكان عماد الدين الكاتب قد سافر إلى الديار المصرية قبل ذلك لمهام تتعلق به.


(١) في النسختين: «المانة» وما أثبتناه قراءة ترجيحية.
(٢) هذه الفقرة ساقطة من (ك).
(٣) هذا اللفظ ساقط من (ك).
(٤) (ك): «بركة الحبش»، وما هنا هو الصحيح.
(٥) (ك): «الملك العزيز»، وهو خطأ واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>