بحقه الواجب وفرضه، أبو جعفر المنصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، تقليد مطمئن بالإيمان، وينصح لله ولرسوله وخليفته - صلوات الله عليه - في السر والإعلان، وليشرح بما فوض إليه من هذه الأمور صدرا، وليقم بالواجب عليه من شكر هذا الإنعام الجزيل سرا وجهرا، وليعمل بهذه الوصايا الشريفة الأمامية، وليقف آثار مراشدها المقدسة النبوية، وليظهر من أثر الجد في هذا الأمر والاجتهاد، وتحقيق النظر الجميل لله والإرشاد، ما يكون دليلا على تأييد الرأى الأشرف المقدس - أجله الله تعالى - في اصطناعه واستكفائه، وإصابة مواقع النجح والرشد في التفويض إلى حسن قيامه وكمال اعتنائه، فليقدر النعمة في هذه الحال حق قدرها، وليمتر بأداء الواجب بما غلب عليه من جزيل الشكر غزير درها، وليطالع مع الأوقات بما يشكل عليه من الأمور الغوامض، ولينه إلى العلوم الشريفة المقدسة - أجلها الله تعالى - ما يلتبس عليه من الشكوك والغوامض (؟) ليرد عليه من الأمثلة ما يوضح له وجه الصواب في الأمور. ويستمد من المراشد الشريفة التي هى شفاء لما في الصدور بما يكون وروده عليه وتتابعه إليه نورا على نور، إن شاء الله تعالى.