للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد ضاقت علىّ، وقّلت الأموال عندى، وليس لى إلا حسن نظرك وإصلاح الأمر لنا بمالك أو برأيك أو بنفسك»

فقال له القاضى الفاضل:

«جميع ما أنا فيه من نعمتكم، ونحن نقدم أولا الرأى والحيلة، ومتى احتيج إلى المال فهو بين يديك».

ووردت رسالة الملك العادل إلى القاضى الفاضل (١) باستدعائه، وجرى من انتظام الحال ما قدمنا ذكره.

ولقد حكى عنه ما هو أبلغ من هذا وأحسن، وهو أن عبد الكريم بن على البيسانى (٢) أخا القاضى الفاضل كان يتولى الحكم والإشراف بالبحيرة مدة طويلة، وحصّل من ذلك أموالا جليلة، وكان الناس يحترمونه لأجل القاضى الفاضل، فجرت بينه وبين أخيه نبوة أوجبت انضاع حاله عند الناس، فصرف عن عمله، وكان متزوجا بامرأة من قوم ذوى قدر ويسار، يعرفون ببنى ميسّر.

فلما صرف عن عمله انتقل إلى الإسكندرية ومعه زوجته، فضايقها وأساء عشرته معها لسوء خلق كان فيه.

واتصل ذلك بأبيها، فتوجه نحو الإسكندرية، وأثبت عند حاكمها ضررها، وأنه قد حصرها في محل ضيق من داره، فمضى القاضى بنفسه إلى الدار التي فيها الزوجة، ورام فتح الباب الذى هى فيه فلم يقدر عليه، فأحضر شهودا، وأحضر نقّابا، فنقب جانب الدار، واستخرج المرأة، وسلمت إلى أبيها، ثم أحضر بنّاء (٣) فسدّ ذلك النقب (٤).


(١) (ك): «ووردت رسالة الملك العادل إلى الملك العزيز باستدعاء القاضى الفاضل».
(٢) (س): «النيسابورى» وهو خطأ واضح.
(٣) الأصل: «نقابا»، وما أثبتناه صيغة (ك) وهى أفضل.
(٤) الأصل: «البيت» وما هنا صيغة (ك) وهى أفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>