للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطب الدين صاحبها عسكرا، وكان موافقا للملك الأشرف، فأخذوه أسيرا وحملوه إلى سنجار. فلما صار عنده حسن له موافقة مظفر الدين ومخالفة الملك الأشرف والخروج عليه وعلى بدر الدين لؤلؤ، فأجابه إلى ذلك.

وأرسل الملك الأشرف إلى صاحب سنجار يستدعى منه إنفاذ عماد الدين [أحمد بن المشطوب (١)] إليه، فامتنع من ذلك. وأطلق عماد الدين فانضم إليه جمع كثير من المفسدين، فقصد بهم البقعاء (٢) من أعمال الموصل، ونهبوا عدة قرى، وعاد بهم إلى سنجار. ثم سار بهم إلى تليعفر، وهى لصاحب سنجار، ليقصد بلد الموصل، وينهب تلك الناحية. وبلغ خبره بدر الدين لؤلؤ، فسير إليه عسكرا من الموصل فقاتلوه، فمضى منهزما وصعد [عماد الدين بن المشطوب (٣)] إلى تليعفر واحتمى بها، فنازلوه وحاصروه بها [فلم يقدروا عليه (٤)].

ثم سار إليه بدر الدين لؤلؤ من الموصل يوم الثلاثاء لتسع (٥) بقين من شهر ربيع الأول من هذه السنة، وجدّ في حصره والزحف اليها مرة بعد أخرى، فنزل إليه بالأمان فأكرمه [بدر الدين لؤلؤ (٦)] وقدم له تقدمة، واستصحبه معه إلى الموصل. ولما دخل مع بدر الدين الموصل فرح الناس به، ودعوا له لمحبتهم له.

وفى اليوم الثالث [٩٤ ب] من دخول بدر الدين الموصل قبض عليه، وغدر به وحبسه، وسير إلى الملك الأشرف يعرفه ذلك، ففرح بذلك وشكره عليه.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س للتوضيح.
(٢) كانت البقعاء كورة كبيرة بين الموصل ونصيبين، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «لسبع» والصيغة المثبتة هى الصحيحة، وهذا التاريخ يوافق يوم الثلاثاء ٢٦ مايو ١٢٢٠ م.
(٦) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>