للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهل] (١) خلاط، وتفرقت كلمة الفتيان بها. وكان الحكم لهم يملّكون كلّ يوم ملكا ويقتلون آخر.

وفى هذه السنة عزل الخليفة الناصر لدين الله وزيره نصير الدين ناصر ابن مهدى العلوى، وكان متمكنا في وزارته، وأصله من الرىّ، من بيت كبير.

وكان سبب عزله أنه أساء السيرة مع أكابر مماليك الخليفة، منهم: أمير الحاج مظفر الدين سنقر - المعروف بوجه السبع -، هرب من يده إلى الشام، واتصل بالملك العادل سنة ثلاث وستمائة، وأرسل يعتذر، ويقول: «هربت من يد الوزير».

ثم تبعه في الهرب قشتمر، وهو أخصّ مماليك الخليفة، هرب إلى دسقان، وأرسل يقول: «إن الوزير يريد أن لا يبقى في خدمة الخليفة أحد من مماليكه، ولا شك أنه يريد أن يدّعى الخلافة لنفسه».

وأكثر الناس القول فيه.

وقال بعض الشعراء فيه أبياتا يعرّض فيها بأن الوزير يروم الخلافة لنفسه، لشرفه.

وهى:

ألا مبلغ عنى الخليفة أحمدا ... توقّ - وقيت السوء - ما أنت (٢)

صانع

وزيرك هذا بين أمرين فيهما ... فعالك - يا خير البرّية - ضائع


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك) و (س).
(٢) (س): «ما أنا صانع».

<<  <  ج: ص:  >  >>