للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده أمير من أمراء الدولة، يقال له: «غازى بن جبريل» وقام بأتابكية الملك.

ثم سمّ الملك الناصر في كوز فقاع على ما قيل، وبقى غازى متملكا البلاد [وحده] (١) مدة، ثم قتلته جماعة من عرب البلاد.

وذكر أن سبب قتلهم (٢) له، اتهامهم إياه بقتل الملك الناصر. وبقيت اليمن خالية بغير سلطان.

ورأيت في بعض التواريخ أن الملك الناصر هو ابن الملك المعز إسماعيل، وهو خطأ، فإن الذى تحققته من جهة لا أشك في صحتها (٣) ما ذكرته أولا.

وكان لسعد الدين شاهان شاه بن الملك المظفر تقى الدين عمر - رحمه الله - ولد يقال له سليمان شاه، قد خلع لباس الجند، ولبس لباس (٤) الفقراء، ويحمل ركوة على كتفه، وينتقل مع الفقراء من مكان إلى مكان.

فاتفق أنه حجّ إلى مكة - شرفها الله تعالى - وكانت أمّ الملك الناصر قد تغلبت على زبيد، وأحرزت الأموال عندها وكانت تنتظر وصول رجل من بنى أيوب تتزوجه وتملكّه البلاد.

فبعثت إلى مكة بعض (٥) غلمانها يكشف (٦) لها عن أخبار مصر والشام، فوقع بسليمان شاه، وقد جاء حاجا مع الفقراء، فسأله عن اسمه ونسبه فعرفه (٧).


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(٢) (ك): «سبب قتله»
(٣) النص في س: «من جهة من لا شك فيه ولا في صحته، وهذا مثل طيب على تحرى ابن واصل الدقة في مؤلفه هذا، فهو لا ينقل دون تثبت، بل هو يناقش ويشير إلى إلى أخطاء غيره ويصححها.
(٤) ك وس: «ثياب»
(٥) هذا اللفظ ساقط من (ك)
(٦) (ك): «يكشفون»
(٧) (ك): «فسأله عن اسمه ونسبه شخش من غلمانهما فعرفوه» والنش في س: «معرفة أنه من ملوك بنى أيوب»

<<  <  ج: ص:  >  >>