للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد إلى خدمته: الملك المنصور - صاحب حماة - والملك المجاهد - صاحب حمص - ونجدة ابن أخيه الملك الظاهر؛ ووصل إليه الملك الأمجد، - صاحب بعلبك - وعسكر سنجار والموصل والجزيرة وآمد، وولداه: الملك المعظم، والملك الأشرف، فاجتمع عنده نحو عشرة آلاف فارس (١)، وعسكروا معه على البحيرة.

وأشاع قصد اطرابلس.

ولم يزل مقيما بالبحيرة حتى صام شهر رمضان كله، ثم سار متوجها إلى حصن الأكراد، فنازله، وقاتل أهله أشدّ قتال، وفتح برجا قريبا منه، يسمى أعنار، وأخذ منه خمسمائة رجل وأموالا وسلاحا كثيرا.

ثم توجه إلى قلعة قريبة من أطرابلس، ونصب عليها المجانيق، ولم يزل مصابرا لها إلى أن افتتحها، وحصل على جميع ما كان فيها.

ثم رحل منها ونازل أطرابلس، ونصب عليها المجانيق، وضيّق على أهلها أشد تضييق، وعاشت العساكر (٢) في قرى أطرابلس وبساتينها، وقطعوا جميع ما عليها من الشجر، وهدموا كل حائط على ظاهرها، وقطعوا العين (٤٨ ب) الواصلة إليها، وخرّبوا طرقها؛ ولم يزل الأمر (٣) كذلك إلى أيام من ذى الحجة، فآنس الملك العادل من أصحابه فشلا وضجرا، فعاد إلى حمص، فنزل على البحيرة.

فبعث إليه صاحب أطرابلس (٤) يخضع له، وبعث له (٤) مالا وهدايا، وثلاثمائة أسير، ورغب في الصلح، فصالحه في آخر ذى الحجة.


(١) س (ج ١، ص ١٥٦ ب): «نحو خمسة عشر ألف فارس».
(٢) (ك): «وغارت العساكر على قرى. . الخ».
(٣) الأصل: «الأمراء»، والتصحيح عن (س).
(٤) هذه الجملة ساقطة من (ك) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>