للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥٣ ب) فقالوا له:

«بأى رأى تكتب إلى عدوك حتى يأتى إليك ويصير قريبا منك، ويزداد قوة إلى قوته، ثم إن الذى استقر بينكما أنه يكون له، وهو: سنجار وبلادها، يملكها بغير تعب ولا مشقة، والذى استقر أنه يكون لك، وهو الجزيرة لا يمكنك أن تتوجه إليه وتحصره، والملك العادل في البلاد؛ هذا إن وفى لك بما استقرت القاعدة عليه، بل لو لم يكن الملك العادل في البلاد لا يمكنك مفارقة الموصل، لأنه صار بيد أولاده ملك خلاط والبلاد الجزرية جميعها، وبعض ديار بكر، فمتى صرت عن الموصل حالوا بينك وبينها، فما زدت على أن آذيت نفسك وابن عمّك، وقوّيت عدوّك، ولكن فات الأمر وما بقى يجوز إلا أن تقف معه على ما استقرت إليه القاعدة بينكما، لئلا يجعل ذلك حجّة عليك، ويبتدئ بك».

ثم رحل الملك العادل من حرّان، وكان قد بلغه أن الكرج لما بلغتهم حركته خافوا منه وكرّوا عائدين إلى بلادهم.

فتقدم الملك العادل إلى الملك المنصور والملك الأشرف بأن ينازلا نصيبين ويأخذاها، وكانت لقطب الدين، وذلك حين أيس من إجابة قطب الدين إلى ما طلبه من تسليم سنجار إليه، وأخذ العوض عنها.

فسارا إلى نصيبين فتسلماها وتسلما الخابور.

<<  <  ج: ص:  >  >>