للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمر الملك المؤيد ونظام الدين العسكر الحلبى بمفارقته، ففارقوه (١). ودسّا في الباطن إلى أصحاب الملك العادل دسائس أوجبت فساد أحوال الملك العادل، وأرسلا إلى من في البلد يأمرانهم بأن يكثروا (٢) الشفاعات على الملوك والأمراء الذين في عسكر الملك العادل، ففعلوا.

وتقدم عسكر الموصل إلى قريب سنجار.

وبعث الخليفة أبا نصر. هبة الله بن المبارك بن الضحاك - أستاذ الدار - والأمير آق تاش، وهو من خواص مماليك الخليفة [رسلا إلى الملك العادل في رحيله عن سنجار] (٣)؛ فوصلا إلى صاحب الموصل، ثم سارا إلى الملك العادل، وهو منازل سنجار، وأصحابه لا يناصحون في القتال، لا سيما الملك المجاهد - صاحب حمص -، فإنه كان يدخل إلى سنجار الأغنام وغيرها والأقوات، وكذلك غيره.

فلما وصلت رسل الخليفة إلى الملك العادل أجاب إلى الرحيل، ثم امتنع من ذلك، وطاول في الأمر، لعله يبلغ منها غرضا، فلم يحصل له مقصود.

فأجاب إلى الصلح على أن يكون له نصيبين، والخابور، وكل ما ملكه من البلاد، ويبقى لقطب الدين سنجار.

ورحل الملك العادل عن سنجار عائدا إلى حرّان.

وعاد مظفر الدين إلى إربل، وكان مظفر الدين مدة مقامه بالموصل قد زوّج ابنتيه بولدى نور الدين، وهما: عزّ الدين مسعود، وعماد الدين زنكى، وأمّ البنتين ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل.


(١) هذا اللفظ غير موجود في (ك).
(٢) (ك): «يكرروا».
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>