للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عارفا بأنواع الحيل والشعبذة، وله أسفار (١) كثيرة، وتغرّب في البلاد، وكان قصد بغداد، وصنّف خطبا يخطب بها في الجمع والأعياد، وقدّمها للخليفة الناصر لدين الله، فتقدّم الخليفة بتوقيع له بالحسبة في سائر بلاد الإسلام (٢)، وإحياء ما شاء من الموات، والخطابة بجامع حلب.

وكان هذا التوقيع بيده (٣) ليتشرف به، ولم يباشر شيئا من ذلك.

وفى هذه السنة ظفر عز الدين كيكاوس - صاحب بلاد الروم - بملك الروم المعروف باللّشكرى (٤)، وهو قاتل أبيه غياث الدين كيخسرو.

وذلك أن اللشكرى خرج إلى الصيد، وانفرد عن أصحابه فعارضه قوم من التركمان وهم لا يعرفونه، وأرادوا أخذ سلاحه وفرسه وإطلاقه، فخاف القتل وعرّفهم بنفسه، وضمن لهم مالا، فاختطفوه (٥)، وحملوه إلى السلطان عز الدين، فأعطى التركمان مالا جزيلا، وعزم على قتله، فضمن له أموالا جزيلة، وتسليم قلاع وبلاد، فتسلّم منه بلادا لم يملكها المسلمون قبل ذلك قط.


(١) الأصل: «أشعارى»، والتصحيح عن (ك) و (س).
(٢) (س): «الشام».
(٣) (ك): بيد الإمام الناصر».
(٤) كذا في الأصل، وفى (ك): «بالأشكرى» وفى (س): «بالشكرى» وهو لقب أطلقه المؤرخون العرب أول الأمر على «Tbeodore Lascaris I» امبراطور الدولة البيزنطية في نيقية بعد استيلاء اللاتين على القسطنطينية، ثم غلب اسم الأشكرى بعد ذلك على كل أباطرة ببزنطة. انظر الحاشية الطويلة التي كتبها عن هذا الموضوع الدكتور زيادة في تعليقاته على كتاب (السلوك» ج ١، ص ١٧٩، هامش ٢.
(٥) الأصل: «فاحتفظوه»؛ والتصحيح عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>