للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغ الفرنج وصوله فبرزوا من عكا في جموعهم العظيمة.

ووصل الملك العادل إلى نابلس، ثم إلى بيسان فقصدته الفرنج.

فخاف الملك العادل إن لقيهم ولم يتكامل عنده العساكر الإسلامية أن يكسروه، فلا يقوم للإسلام بعد ذلك قائمة، فاندفع بين أيديهم صاعدا إلى عقبة فيق، لينزل بالقرب من دمشق، ويطلب العساكر لتجتمع عنده، ثم يلقاهم. .

وكان الملك العادل - رحمه الله - كثير الحزم، نظّارا في العواقب.

وكان أهل بيسان وسائر الأعمال التي حولها قد اطمأنوا بالملك العادل لما رأوه نازلا عندهم، فلم يهربوا (١)، فقصدتهم الفرنج لما رحل الملك العادل، وبذلوا فيهم السيف، ونهبوا البلاد والرساتيق (٢)، وأخذوا جميع غلاتها وحواصلها، وغنموا من المسلمين ما لا يحصى كثرة، ونهبوا ما بين بيسان وبانياس، وبثّوا السرايا في القرى، ووصلت غاراتهم إلى خسفين وقرى (٣) من بلاد السواد.

ثم نازلا الفرنج بانياس، وأقاموا عليها ثلاثة أيام، ثم عادوا إلى مرج عكا ومعهم من الغنائم والسبى ما لا يحصى، سوى ما قتلوا وأحرقوا (٧١ ا) وأهلكوا.

واستراحوا بالمرج أياما، ثم أغاروا ثانيا، ونزلوا بمكان بينه وبين بانياس فرسخان، ونهبوا صيدا والشقيف (٤)، ثم عادوا إلى المرج.


(١) (ك): «فلم ينهزموا» و (س): «فلم يجفلوا إلى مكان».
(٢) الرستاق - والرسداق - (ج. رساتيق) عرفها (الجواليقى: المعرب. ص ١٥٨) بأنها أرض السواد. والقرى. واللفظ معرب عن الفارسية. انظر أيضا: (الخفاجي: شفاء الغليل. ص ١٠٧).
(٣) الأصل: «ولوى». والتصحيح عن (ك).
(٤) الأصل: «السقيف». والتصحيح عن (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>