من نجدته آجلا، وأما الشامية فبكونها على ثقة من نصره عاجلا؛ فقد تماسكت من المسلمين الأرماق، وقد انقطعت من المشركين الأعناق:
تهاب بك البلاد تحلّ فيها ... ولولا اللّيث ما هيب العرين
وعرض المملوك ما وصل إليه من مكاتبات المولى على العلم العادلىّ وأدركها تحصيلا، وأحاط بها جملة وتفصيلا؛ والمولى - خلّد الله ملكه - فكلّ ما أشار إليه من عزيمة أبداها، ونية أمضاها، فهو الصواب الذى أوضح الله له مالكه، والتوفيق الذى قرّب الله عليه مداركه؛ ومن أطاع الله أطاعه كلّ شىء؛ ومن استخاره بيّن له الرّشد من الغىّ؛ والله تعالى يجعل له من كلّ حادثة نخوة، ويكتب أجره في كلّ حركة ونفس وخطوه. إن شاء الله تعالى.