للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان عند ذلك بتغريق عدة من المراكب في النيل، فمنعت مراكب الفرنج من سلوك النيل.

فلما رأى الفرنج ذلك قصدوا خليجا هنالك يعرف بالأزرق (١) كان النيل يجرى فيه قديما، فحفروه وعمقوه فوق المراكب التي جعلت في النيل، فأجروا الماء فيه إلى البحر المالح وأصعدوا مراكبهم فيه إلى موضع يسمى بوره (٢) على أرض [جيزة دمياط (٣)] مقابل المنزلة التي بها السلطان ليقاتلوه من هنالك. فلما صاروا في بوره حاربوه وقاتلوه في الماء وزحفوا إليه غير مرة، فلم يظفروا بطائل.

ولم يتغير على أهل دمياط شىء لأن الميرة والامداد متصلة إليهم، والنيل يحجز بينهم وبين الفرنج [٧٧ ب] وأبواب المدينة مفتحة وليس عليها من الحصر ضيق ولا ضرر.

ولما علم العسكر بموت السلطان الملك العادل بالشام حصل عند بعضهم الطمع. وكان في العسكر عماد الدين أحمد بن سيف الدين على بن المشطوب، وكان معظما عظيما في الأكراد الهكارية (٤). فاتفق مع جماعة من الجند والأكراد


(١) كان الخليج الأزرق يجرى من بورة إلى شمالى المنزلة العادلية، انظر، المقريزى، السلوك، ج ١ ص ١٩٥ حاشية ٢.
(٢) كانت بوره حصنا على ساحل البحر من عمل دمياط وهى الآن تعرف باسم كفر البطيخ مركز شربين بمحافظة الغربية، انظر ياقوت (معجم البلدان)؛ رمزى (القاموس الجغرافى، ج ٢ قسم ٢، ص ٧٨ - ٧٩.)
(٣) في الأصل «الجيزة» وما هنا من المقريزى (الخطط، ج ١، ص ٢١٦)، وكانت جيزة دمياط تقع على الشاطىء الغربى للنيل تجاه مدينة دمياط وعرفت بعد ذلك باسم منية سنان الدولة، وتعرف الآن بالسنانية، انظر، ابن الجيعان، التحفة، ص ٦٣؛ رمزى، القاموس، ج ٢، قسم ٢، ص ٧٧.
(٤) الهكارية، إحدى قبائل الأكراد، عاشوا في أعالى الجزيرة حياة مستقلة في تحصيناتهم الجبلية وسط غيرهم من قبائل الكرد. وحاول أتابك زنكى إخضاعهم واستولى على كثير من تحصيناتهم، انظر ياقوت، معجم البلدان (Macdonald : article «Hakkari,» in E .I, Ist, ed) .

<<  <  ج: ص:  >  >>