انتزعت منها أو ضاعت، بدليل أن النص متصل في هذه الصفحة إلى السطر الأخير منها، وهذه آخر جملة وردت بهذه النسخة:
«وكان في خدمته (أي الأشرف) جماعة من الأماثل وأهل الفضل، منهم شيخنا في العلوم الرياضية علم الدين قيصر بن أبى القسم بن عبد الغنى، وكان عظيما في العلوم الرياضية، وعمر له مواضع حسنة، منها الجوسق المعروف ىطىحه (كذا) في مدينة رأس عين، في غاية الحسن، على شكل مثمن، وبإزائه نهر يتصل ببلاد الخابور».
والصفحة الأولى من هذه المخطوطة تحمل الدليل على منهج المؤلف في تجزيىء الكتاب، فيها ما يشير إلى أن هذه النسخة هى الجزء الثانى، وهذا هو نص العنوان الذى تحمله هذه الصفحة الأولى:
الجزء الثانى من كتاب مفرّج الكروب في أخبار ملوك بنى أيوب رحمهم الله تعالى
وإنى لأرجح أن هذه النسخة هى نسخة المؤلف نفسه أو أنها على الأقل كتبت أثناء حياته. فقد كتب اسم المؤلف على الصفحة الأولى وتحته «عفا الله عنه» والعادة أن الناسخ إذا كتب الكتاب بعد وفاة مؤلفه أن يدعو له بالرحمة، فيتبع اسمه بالدعاء المعروف «رحمه الله». أما النص تحت العنوان فهو:
«تأليف الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن سالم بن نصر الله بن سالم بن واصل، عفا الله عنه».
ومما يرجح هذا الظن أن نفس الصفحة تحمل بعد ذلك اسم مواطن للمؤلف من حماة تملك النسخة بعد وفاة المؤلف بخمس وأربعين سنة فقط، كما تحمل اسم عالم آخر قريب للسابق نص على قراءته للنسخة في سنة ٧٨٤ هـ أي بعد وفاة المؤلف بسبع وثمانين سنة. وهذان هما النصان:
«كان في يد على بن الحسن بن على بن عبد الوهاب الحموى؛ ابتاعه بالقاهرة في جمادى الآخرة سنة اثنين وأربعين وسبعمائة»