للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الملك الناصر صاحب حماة [ابن الملك المنصور (١)] قد سير إلى الأتابك شهاب الدين يطلب الأعتضاد به، والسفارة بينه وبين خاله الملك الأشرف، على أن ينتمى إليه ويكون من قبله ليأمن بذلك من خاله السلطان الملك الكامل؛ فانه كان خائفا منه أن ينتزع حماة منه ويسلمها إلى أخيه الملك المظفر محمود، إذ هو المعهود له بالسلطنة من أبيه الملك المنصور، وقد انتمى إلى الملك الكامل. [١٠١ ا] فراسل الأتابك شهاب الدين الملك الأشرف في ذلك، فأجاب إليه وحلف له أنه يمنع منه من يقصده.

فخرج الملك الناصر من حماة في عساكره، ولقى خاله الملك الأشرف وانضوى إليه، وخرج إليه أيضا الملك المجاهد [صاحب خمص (٢)] أسد الدين شير كوه، والملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن فرخشاه [صاحب بعلبك (٣)] في عساكرهما. ثم سار الملك الأشرف وأخوه الملك المعظم ومن انضاف اليهما من العساكر المذكورة إلى الديار المصرية نجدة للملك الكامل على الفرنج.

وكان أشار على الملك الأشرف بعض خواصه بانفاذ العساكر إلى مصر، والعود إلى بلاده خوفا من إختلاف يحدث بعده، فلم يقبل قولهم وقال: «قد خرجت بنية الجهاد ولا بد من إتمام هذا العزم».

ولما بلغ الفرنج الذين هم داخل البحر ملك إخوانهم ثغر دمياط وتمكنهم بالديار المصرية، ساروا إلى مصر مجدين واتخذوا مصر دار هجرتهم، وقدم منهم إلى دمياط أمم لا تحصى.


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س، أنظر أيضا، أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٢٩.
(٣) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س، أنظر أيضا، أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>