للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظم شأنه حدثته نفسه بالإستيلاء على الملك، وحسن له ذلك غيره وأطمعه فيه. وقد ذكر أن الخليفة الناصر لدين الله أقطعه البلاد سرا، وأمره بذلك، فقويت نفسه على الخلاف واستفسد جماعة من العسكر واستمالهم إليه. فلما تم أمره أظهر الخلاف على غياث الدين بن خوارزم شاه، وخرج عن طاعته، وقصد بلاد أذربيجان وبها مملوك من مماليك مظفر الدين أزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان وأران، يقال له بغدى، قد عصى على أستاذه أزبك وصار يفسد في البلاد، ويقطع الطريق، وينهب القرى. وانضاف إليه جمع كثير من المفسدين ومعه مملوك آخر يقال له أيبك الساقى (١) قد وافقه على الفساد والعصيان، فاجتمع إيغان طايسى خال غياث الدين بهما، [واتفقوا (٢)] وساروا جميعا إلى غياث الدين بن خوارزم شاه ليقاتلوه، ويملكوا البلاد ويخرجوه منها. فجمع غياث الدين عسكره والتقوا [واقتتلوا قتالا شديدا (٣)]، فانهزم ايغان طايسى ومن معه وقتل من عسكره وأسر خلق كثير. وعاد المنهزمون إلى أذربيجان على أقبح حال، وأقام غياث الدين في بلاده التي بيده.

وعم الجراد في هذه السنة أكثر البلاد فأهلك كثيرا من الغلات والخضروات بالعراق والجزيرة وديار بكر والشام.


(١) كذا في نسختى المخطوطة وورد الاسم في ابن الاثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤١٦ «أيبك الشامى».
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>