للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعظم (١)] إليه تدريس المدرسة الناصرية الصلاحية (٢)، وهى المدرسة التي كان فوض صلاح الدين - رحمه لله - تدريسها إلى القاضى بهاء الدين بن شداد.

ووليها بعده جماعة أكابر منهم الشيخ فخر الدين بن عساكر (٣) والشيخ تقى الدين بن الصلاح (٤) رحمهما الله. فمضينا إلى القدس في أوائل سنة إثنتين وعشرين وستمائه وأقمنا به.

وفى هذه السنة سير الملك المعظم ولده الملك الناصر صلاح الدين داود إلى إربل ليكون عند عمته ربيعة خاتون بنت أيوب زوجة مظفر الدين بن زين الدين. وقصد بذلك توفيق (٥) الحال بينه وبين مظفر الدين، وذلك بعد إتفاقهما على المعاضده والتظاهر والتوازر، وأن يكونا يدا واحدة وذلك لما استحكم من الوحشة بين الملك المعظم وأخويه الملك الكامل والملك الأشرف.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) بنى هذه المدرسة السلطان نور الدين محمود بن زنكى بالقرب من البيمارستان النورى، ونسبت إلى الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب، انظر النعيمى، الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٣٣١ - ٣٣٣.
(٣) كان ابو منصور عبد الرحمن بن محمد الملقب فخر الدين بن عساكر إمام وقته في علمه ودينه ودرس بالقدس ثم دمشق، وتخرج عليه جماعة من الأئمة والفضلاء وتوفى سنة ٦٢٠ هـ‍، انظر ابن خلكان، وفيات، ج ١، ص ٢٧٧ - ٢٧٨.
(٤) في نسخة س «تقى الدين بن صلاح الدين» والصواب الصيغة المثبتة من نسخة م. وتقى الدين بن الصلاح هو الفقيه الشافعى أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الكردى الشهرزورى أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال، قام بالتدريس في عدة مدارس بدمشق منها المدرسة الناصرية الصلاحية والمدرسة الرواحية ودار الحديث وتوفى تقى الدين بدمشق سنة ٦٤٣ هـ‍ - ١٢٤٥ م انظر ابن خلكان، وفيات، ج ١، ص ٣١٢ - ٣١٣.
(٥) في نسخة م «توثيق» والصيغة المثبتة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>