للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن دكلا، ودخل أتابك سعد وأخوه غياث الدين في طاعته. ثم سار جلال الدين إلى خوزستان، وكانت بيد الخليفة [الإمام (١)] الناصر لدين الله، فحاصر مدينة تستر في المحرم من هذه السنه. وكان بها مملوك الخليفة مظفر الدين المعروف بوجه السبع، فحصره جلال الدين وضيق عليه. وبالغ [الأمير (٢)] وجه السبع في حفظ تستر وتفرق عسكر جلال الدين (٣) ينهبون، حتى وصلوا إلى بادرايا (٤) وباكسايا (٥) وغيرهما من أعمال بغداد. وانحدر بعضهم إلى ناحية البصرة فسار اليهم والى البصرة وهو بلتكين من قبل الخليفه، فأوقع بهم وقتل منهم جماعه. ودام حصار جلال الدين لمدينة تستر شهرين، ثم رحل عنهم بغته. وكان بالقرب منه عسكر الخليفه مع الأمير جمال الدين قشتمر، مملوك الخليفه، فلم يجسر على التقدم إليه.

ثم سار جلال الدين إلى بعقوبا (٦)، وهى قرية كبيرة مشهورة بينها وبين بغداد نحو سبعة فراسخ. ولما وصل الخبر بذلك إلى بغداد تجهزوا للحصار، وأصلحوا آلات الحرب، وعاد عسكر الخليفة الذى كان بإزاء جلال الدين إلى بغداد. ونهب جلال الدين البلاد وأهلكها، وغنم هو وأصحابه ما لا يقع


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) في ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤٢٦ «وتفرق الخوارزمية. . .»
(٤) في نسخة م «بادرابا» وفى نسخة س «باذرايا» والاسم الصحيح وهو المثبت من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤٢٦ (حوادث ٦٢٢)، وذكر ياقوت (معجم البلدان) أن بادرايا بليدة بالقرب من باكسايا.
(٥) في نسخة م «ياكسيا» وفى نسخة س «باكسنا» والاسم الصحيح وهو المثبت من ابن الأثير، نفس المرجع والصفحة، وذكر ياقوت (معجم البلدان) أن باكسايا بلدة قرب البندنيجين وبادرايا، بين بغداد وواسط من الجانب الشرقى في أقصى النهروان.
(٦) بعقوبا ويقال باعقوبا قرية كبيرة كان بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان، وهى كثيرة الأنهار والبساتين، انظر ياقوت، معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>