للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنكره الملك المعظم [عيسى بن العادل (١)] عليه، فغضب عليه وبعث إليه كلوتة (٢) وقبا (٣) وألزم بأن يلبسها في الملأ إهانه له وإخراقا به، وإشعارا بأنه لا يصلح له لباس أهل العلم، وأن اللائق به أن يكون جنديا. فحزن لهذه الواقعة واغتم، ومات بعدها بمدة قليلة. ولما عزله ولى جمال الدين المصرى، وكان قبل ذلك وكيل بيت المال (٤)، وكان شديد السمره، يلثغ بالقاف ويجعلها همزة، فصلى ليلة بالملك المعظم، فلم يفتح له من القرآن إلا قوله تعالى: {وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ


(١) اضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) الكلوته غطاء للرأس تلبس وحدها أو بعمامه وتسمى أيضا كلفتاه وكلفة، انظر:
Dozy, Dictionaire detaille des noms des vetements, pp. ٣٨٧ - ٨; id, Supp .Dict .Ar, I, P. ٢٨٤; Mayer, Mamluk Costume, pp. ١٦ - ١٨.
انظر ايضا المقريزى (السلوك، ج ١ ص ٤٩٣ حاشية ١). ٨١ - ٦١ وذكر القلقشندى (صبح، ج ٤ ص ٥) أن الأتابكه ومن بعدهم بنى أيوب «كان من شأنهم أنهم يلبسون الكلوتات الصفر على رءوسهم مكشوفة بغير عمائم، وذوائب شعورهم مرخاة تحتها، سواء في ذلك المماليك والأمراء وغيرهم». وذكر المقريزى (الخطط، ج ٢ ص ٩٨) «أنه كان من الرسم في الدولة التركية أن السلطان والأمراء وسائر العساكر انما يلبسون على رءوسهم كلوته صفراء مضربة تضريبا عريضا ولها كلاليب بغير عمامه فوقها» مما يوضح استمرار استخدام الكلوته زمن المماليك.
(٣) عن القبا وهو ثوب يلبس فوق الثياب أو فوق القميص على شكل معطف انظر ما سبق ابن واصل، ج ١، ص ٢٧٩ حاشية ٤، عن أنواع الأقبية المختلفة انظر:
Mayer, Mamluk Costume, pp .١٣ - ١٤, ١٨ - ١٩, ٢١ - ٢٤, ٢٧, ٢٩
(٤) وكيل بيت المال موظف مالى كبير كان يحل مكان ناظر بيت المال عند غيابه ويقوم بمهامه. وبالتالى كان وكيل بيت المال يتصرف كرئيس للخزانة ومسئول عن الموارد المالية المتبقية في الدواوين الأخرى الواردة إلى بيت المال، انظر:
Hassanein Rabie, The Financial System of Egypt, pp. ١٤٧ - ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>