للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ولى المستنصر بالله الخلافة سلك في العدل والأحسان إلى الرعية واتباع السنة مسلك أبيه الظاهر [بأمر الله (١)]. وأمر فنودى ببغداد بإفاضة العدل وإن من كانت له حاجة أو مظلمه يطالع بها لتقضى حاجته، وتكشف مظلمته.

فلما كانت أول جمعه أتت على خلافته أراد أن يصلى الجمعه في المقصورة التي جرت عادة الخلفاء بالصلاة فيها، فقيل له إن المطبق (٢) - الذى يسلك منه إليها (٣) فيه - خراب لا يمكن سلوكه، فركب فرسا وسار إلى جامع القصر ظاهرا بحيث يراه الناس بقميص أبيض وعمامة بيضاء بسكاكين حرير (٤). ولم يترك أحدا يمشى معه، بل أمر كل من أراد [أن] (٥) يمشى معه من أصحابه بالصلاة في الموضع الذى كان يصلى فيه. وسار ومعه خادمان وركاب دار لا غير (٦)، وصلى وعاد. وكذلك فعل في الجمعة الثانية حتى أصلح له المطبق.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) المطبق هو السجن المقام تحت الأرض لأنه أطبق على من فيه، ويبدو أنه هنا بمعنى طريق تحت الأرض؛ انظر، الزبيدى، تاج العروس، ج ٦، ص ٤١٧؛
Dozy, Supp.Dict. Ar, II, P. ٢٦.
(٣) في نسخة م «يسلك إليها» والصيغة المثبتة من نسخة س، وفى ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٨ وردت الصيغة «يسلك فيه إليها».
(٤) في نسخة م «وسكاكين حريرية». وفى نسخة س «بسكاكين حريرى» والصيغة المثبتة من ابن الأثير، ج ١٢ ص ٤٥٨. والمقصود أن طرف العمامة من الحرير المشرشر كالسكاكين، أنظر
Dozy, Supp. Dict, Ar, I, P. ٦٦٩.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٨) وغير مثبت في نسخة م.
(٦) الركا بدارية أو الركبدارية هم الذين يحملون الغاشية في المواكب الكبيرة رافعين لها يلفتونها يمينا وشمالا، انظر القلقشندى (صبح الأعشى، ج ٤ ص ٧، ١٢)؛ سعيد عاشور (العصر المماليكى، ص ٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>