للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوق يدها، والسابق إلى يومها أفضل من المتأخر إلى غدها، وهى التي تجملت بها (١) أقلام الكرام السفرة، وجعلها الله معدودة في بيعة العقبة، وبيعة الشجرة ولها يصح قول القائل:

وبيعة من قلوب غير شاردة ... ما كان في عودها ضعف ولا خور

لو أنها لعتيق لم يمت حسرا ... سعد ولا قال كانت فلتة عمر

وكذلك فإن العبد ينهى طاعة مرسله التي جعل يومه فيها كأمسه، وزادها (٢) في (٣) مبانى الإسلام فهو يبنى بها على ستة لا على خمسة، وقد أعدها في الدنيا معقلا يكتن بذراه، وفى الآخرة عتادا [صالحا (٤)] يسره أن يراه».

قلت: لقد أبدع ضياء الدين - رحمه الله - في هذا القول، وسلك في مزج التهنئة بالتعزية مسلك أبى نواس الحسن بن هانىء حيث يقول في التهنئة بولاية محمد الأمين والتعزية بأبيه هارون الرشيد:

جرت جوار بالسعد والنحس ... فنحن في وحشة وفى أنس

يضحكنا القائم الأمين وتب‍ ... كينا وفاة الرشيد بالأمس

العين تبكى والسن ضاحكة ... فنحن في مأتم وفى عرس

بدران: بدر بدا ببغداد في ال‍ ... حلل وبدر بطوس في الرمس

وسلك أبو نواس في ذلك مسلك أبى دلامة حيث يقول في التهنئة بولاية المهدى والتعزية بالمنصور:


(١) في نسخة س «بحسنها».
(٢) في نسخة س «وزاد».
(٣) في المتن «سائر» والصيغة المثبتة من نسخة س ولعله يقصد أنه جعل طاعته ركنا سادسا يضاف إلى الأركان الخمسة التي بنى الأسلام عليها.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>