للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيمانه التي حلفها أنه كان مكرها عليها، وأنه تحقق أنه لا ينجيه منه (١) إلا موافقته على مراده. وندم الملك المعظم من تمكينه من الانفصال عنه، وسير العرب إلى بلد حمص وحماه فعاثوا فيها (٢).

وفى هذه السنه رجع الملك الناصر داود بن الملك المعظم إلى أبيه من إربل وصحبته الشيخ شمس الدين عبد الحميد الخسروشاهى تلميذ الأمام فخر الدين بن الخطيب الرازى (٣) وكان الملك الناصر يشتغل عليه في العلوم [العقلية (٤)].

ولما تأكدت الوحشه [١٣٣ ب] بين الملك المعظم وأخويه [الملك الكامل والملك الأشرف (٥)]، وعلم الملك الكامل انتماءه إلى سلطان العجم جلال الدين بن خوارزم شاه خاف أن يكون اتفاقهما سببا لزوال الدوله، فأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن صدر الدين شيخ الشيوخ إلى الأنبرطور فردريك صاحب بلاد انبوليه وجزيرة صقلية (٦) يطلب منه القدوم إلى عكا، ووعده أن يعطيه البيت المقدس وبعض الفتوح الناصرى (٧)، وقصد بذلك إشغال سر أخيه الملك المعظم ليحتاج إلى


(١) في ابن العديم (زبدة ج ٣ ص ٢٠١) «لا ينجيه من يدى أخيه» ويلاحظ أن ابن واصل ينقل هذه الأحداث من ابن العديم مع قليل من التغيير في الألفاظ.
(٢) في ابن العديم (زبدة ج ٣ ص ٢٠١) «فعاثوا فيهما ونهبوا».
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين التيمى الطبرستانى الرازى ذكر ابن خلكان (وفيات ج ١ ص ٤٧٤) في ترجمته أنه فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل. وقد توفى سنة ٦٠٦ هـ‍ - ١٢١٠ م بمدينة هراة.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) في نسخة س «الأنبرطور وردريك ملك الأفرنج وطلب منه القدوم إلى عكا»، والأمبراطور المقصود هنا هو فردريك الثانى امبراطور الدولة الرومانية المقدسة (١١٩٤ - ١٢٥٠)، وذكر أبو الفدا (تقويم، ص ١٩٨) والقلقشندى (صبح، ج ٥، ص ٤١٠) أن مملكة بوليه ويقال لها أنبولية «مملكة على بحر الروم عند فم جون البنادقه من غربيه».
(٧) في نسخة س «الصلاحى».

<<  <  ج: ص:  >  >>