للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما قدم الملك المعظم - رحمه الله - القدس الشريف سنة ثلاث وعشرين وستمائة، جلس خارج الصخرة الشريفة، واستدعى جماعة الفقهاء، واستدعى والدى - رحمه الله - وباحثهم في مسائل لغويه وفقهيه (١). [ومما سأل عنه يومئذ أنه كيف ورد في القراءات الست، أعنى ما عدا قراءه أبى عمرو بن العلاء {إِنْ هذانِ لَساحِرانِ} (٢)» وهذه القراءة هى المطابقة لخط المصحف الإمام، ومن شأن إن أن ينتصب ما بعدها، فقال بعضهم: إن ها هنا بمعنى نعم [١٣٥ ب] كما في قول الشاعر (٣):

ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنّه

أي: نعم.

فأجاب هذا القائل بعضهم: أن هذا القول يعكر عليه ورود اللام في الخبر، فإنه لا يقال «نعم زيد لقائم». فقال السلطان - رحمه الله - «لا يعكر عليه، بل جاز أن تأتى هذه اللام رعاية للفظ إن فإنه يقتضى جواز وقوع اللام في الخبر، ورعاية اللفظ واعتباره قد جاء كثيرا، يقولون يا زيد الظريف، فيراعون اللفظ، ويحملون عليه، وإن كان زيد منصوبا في التقدير». فاستحسن الجماعة هذا الجواب من السلطان وأطنبوا في الثناء عليه] (٤).

وقال لوالدى يومئذ: «أكان لمدينة المعرّه سور؟». فقال له والدى: «نعم وإنما الفرنج لما ملكو المعرّه ثم استنقذها منهم أتابك زنكى الشهيد بن آق سنقر هدم سورها». ثم ذكر له والدى واقعة جميله فعلها أتابك - رحمه الله -


(١) في نسخة س «فقهية ونحوية».
(٢) القرآن الكريم، سورة طه آية ٦٣.
(٣) هو عبيد الله بن قيس الرقيات.
(٤) ما بين الحاصرتين غير مذكور في نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>