للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتى هذا الأعتذار بما هو أعظم من الأول، وأضحك الملك المعظم وأعجبه.

وذكر أن المعظم كان نازلا مرة بنابلس وفى معسكره بهاء الدين نصر بن محمد بن القيسرانى، وبعث الملك المعظم جماعة من عسكره وأغاروا على [مدينة] (١) قيسارية من الساحل، وكانت يومئذ بيد الفرنج، فأسروا وقتلوا وعادوا مظفرين منصورين، ومعهم من ثمار قيسارية أترج كثير وليمون. وكان الملك المعظم عند قد ومهم في دعوة الأمير ظهير الدين بن سنقر الحلبى، وهو من أكبر أمراء الملك المعظم، وأبوه سنقر كان مملوكا لبيت القيسرانى. فقال الملك المعظم لظهير الدين: «يا ظهير هذه الهدية من بلد أستاذك»؛ يعنى ابن القيسرانى لأن جده من أهل قيساريه. وأمر الملك المعظم بتعبئة طبق كبير من ذلك الليمون والأترج، وأمر بعض الغلمان بحمله إلى بهاء الدين بن القيسرانى، ومضى مع الهدية ظهير الدين بن سنقر الحلبى، وكان في ذلك الوقت قد وصل إلى الملك المعظم الأمير سعد الدين بن كمشبة (٢) الأسدى، وهو ابن أخت السلطان الملك العادل - رحمه الله - وقد سر الملك المعظم بوصوله إليه. ولما وصلت الهدية إلى بهاء الدين بن القيسرانى كتب إلى الملك المعظم: -

يا أيّها الملك المعظم والذى ... أضحت له الدنيا تزف عروسا

أوليتنى نعما (٣) إذا أظهرتها ... للناس أظهر حاسدوها بوسا


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة س «كمينا» وفى م «كمشبا» والصيغة الصحيحة المثبتة من العماد الأصفهانى، (الفتح القسى في الفتح القدسى، ص ١٦١) حيث ورد: «وكان صهره أي صهر الملك العادل) سعد الدين كمشبه الأسدى بالكرك موكلا».
(٣) في نسخة م «نعمى» والصيغة المثبتة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>