للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جهة السلطان الملك الكامل، وكان ذلك في آخر أيام الملك المعظم، وإنما قصد الملك الكامل بالأتفاق مع الأنبرطور واستدعائه لإشغال سر الملك المعظم، ولئلا يتمكن الملك المعظم بالاتفاق مع جلال الدين خوارزم شاه وصاحب إربل من قصده وقصد الملك الأشرف. فتجهز الأنبرطور ووصل في عساكره إلى الساحل، ونزل بعكا. وكان قد تقدمه جمع كثير من الفرنج، لكنهم لم يتمكنوا من الحركة خوفا من الملك المعظم ولانتظارهم مقدمهم الأنبرطور.

ومعنى هذا الأسم [١٤٢ ا] بالفرنجية ملك الأمراء (١)، ومملكته جزيرة صقلية، ومن البر الطويل بلاد أنبولية (٢) والأنبردية. وقد رأيت تلك الممالك وتوجهت إليها لما توجهت رسولا من جهة السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس - رحمه الله - إلى ولد الانبراطور فردريك هذا المسمى منفريدا. وكان الانبرطور - من بين ملوك الفرنج - فاضلا، محبا للحكمة والمنطق والطب، مائلا إلى المسلمين لأن مقامه في الأصل ومرباه بلاد صقلية، وهو وأبوه وجده كانوا ملوكها، وأهل تلك الجزيرة غالبهم المسلمون.

ولما وصل الأنبرطور إلى عكا نشب به (٣) الملك الكامل لأن أخاه الملك المعظم الذى كان السبب في استدعائه توفى وقد استغنى عنه، ولم يمكنه دفعه ومحاربته لما تقدم بينهما من الاتفاق، ولأنه كان يؤدى [ذلك (٤)] إلى فوات


(١) نهاية الجزء الساقط من نسخة س، انظر ما سبق ص ٢٢٦ حاشية ٧.
(٢) عن أنبولية انظر ما سبق ص ٢٠٦ حاشية ٦.
(٣) في نسخة س «فسب الملك الكامل به» والصيغة المثبتة من نسخة م، وفى القاموس المحيط «تناشبوا تضاموا وتعلق بعضهم ببعض».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>